بما تضمّنته القصيدة وأصلها والعنوان والإعلان للصفراوى ثم جرت هناك فتن متواترة بين العشير منعته من الاشتغال (٢٨٠)، ثم انتقل إلى القدس سنة اثنتين وثمانمائة فلازم الشهاب ابن الهائم، وحفظ نظمه في قواعد الاعراب وعرضه عليه وأجاز له، وسمع البخاري على البرهان بن صدّيق، ثم لمّا تحدّث الناس بقدوم تمرلنك انجفل الناس إلى الكرك ونحوها إلى البلاد المستقصية فرجع إلى الكرك في أواخر سنة ثلاث، ثم رحل سنة أربع إلى القدس فوجد الهمم قد ضعفت عن الاشتغال، والناس قد تغيّروا وانخلعت قلوبهم خوفا من تمر.
ثم نزل الرملة وارتزق بها من التجارة في البر، وسمع بها البخاري على القاضي ابن قرمون بسماعه على وزيرة والحجار، ثم رجع إلى بيت المقدس فسمع بها مسلما على الشهاب بن المهندس والشمس الديري، ثم لمّا ورد عليهم الزين القمنى صحبه وحضر دروسه فحمله معه إلى القاهرة سنة ثمان وثماني مائة فلازم البحث على التقىّ الكركي والبيجورى والبدر الطنبدى إلى أن توفى البدر، وأقام بالقاهرة إلى أن اجتمعت به سنة خمس وثلاثين وثمانمائة فوجدته إماما عالما بارعا مفنّنا متضلعا من العلم، كان العلامة تاج الدين الغرابيلى يقول:«ما وعيت الدنيا إلا والشيخ برهان الدين يشار إليه في العلوم».
وناب عن الجلال البلقيني واشتغل بالمحلة عن الهروي سنة سبع وعشرين، وعن الشهاب ابن حجر سنة تسع، وتولى عنه منوفا سنة ثلاثين، لكنّه متّهم بالمجازفة، أخبرني صاحبنا البارع شهاب الدين بن أسد وشيخنا الإمام العالم شهاب الدين بن هاشم أنه بلغ شيخنا العلّامة شاطبىّ الزمان الشمس الحردى أنه ادّعى أنه قرأ على الكفتى وابن الجندي فأنكر ذلك أشد الإنكار ورماه بالكذب، ورام طلبه للانتقام منه فلطف اللّه به.
وصنّف كتبا كثيرة منها «الإسعاف في معرفة القطع والاستئناف» في مجلد، ثم «لحظة الطرف في معرفة الوقف» وهي مختصرة، ثم «التوسط بين اللحظة والإسعاف» ثم «النكت على الشاطبية» في مجلد لطيف، و «الآلة، في معرفة الفتح والإمالة» في جزء لطيف، و «أنموذج حلّ الرمز».
(٢٨٠) العبارة من «ثم انتقل … إلى ابن الهائم» ساقطة من السليمانية.