للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

و «المنهاج» الفقهي (٢٨٦) وعرض بعضها على القاضي جمال الدين بن ظهيرة والشيخ سعد الدين بن سلامة والنجم المرجاني وغيرهم، وأجازوا له، ولازم الحج والاعتمار من الجعرّانة (٢٨٧) مدّة إقامته بالبلد الحرام، وبحث في الفقه على الشيخ شمس الدين الكفرينى وقاضى القضاة شهاب الدين بن المحبّرة، ثم نقله والده إلى المدينة الشريفة وسمع على الشيخ زين الدين بن الحسين المراغي وعلى شيخنا ابن الجزري، وأجاز له من أهل المدينة القاضي عبد الرحمن بن صالح والقاضي نور الدين علي بن أبي الفتح الزّرندى والشيخ جمال الدين الكازروني وغيرهم، وبحث عليه نحو نصف تفسير البغوي ثم رجع إلى مكة المشرّفة، وسمع بها قاضى القضاة ولىّ الدين بن زرعة العراقي وشيخنا شيخ الإسلام ابن حجر، ورحل إلى أدرنة من بلاد الروم فما دونها، وحضر هناك غزاة على ساحل البحر الأخضر، وباشر فيها القتال، وقرأ قصيدة البوصيري صاحب البردة (٢٨٨) على شيخ تلك الديار شمس الدين محمد بن حمزة الفنرى (٢٨٩)، وسمع في حلب على شيخنا الشيخ برهان (٢٩٠) الدين، وفي دمشق على مشايخنا: ابن ناصر الدين وأبى شعر وابن زكنون، وعرض بها «المنهاج» على الشيخ علاء الدين البخاري وأجاز له الرواية، ورحل إلى القاهرة وأجاب (٢٩١) بها عن ذلك اللغز الضّادى الذي أوّله:

تقول فتاة المنحنى بعد بعدها … وقد سمحت من بعد صد وإعراض

بقوله:

إليك جوابا من عزيز سروره … ولم يك في علم الحساب بمرتاض

بواقي الدّجى إذ ذاك سبع ومثلها … ومثلهما، فافهم جوابي وإيماضى

اجتمعت به سنة أربعين.


(٢٨٦) في «الضوء» ١١/ ٣٨: «الفرعى».
(٢٨٧) الضبط من «مراصد الاطلاع» ١/ ٣٣٦ حيث قال إنه اختلف فيه فأصحاب الحديث ينطقونه كما بالمتن، وأما أهل الأدب فيخطئونهم ويسكنون العين ويخففون الراء. والجعرانة منزلة بين الطائف ومكة وإن كانت إلى مكة أقرب.
(٢٨٨) ورد بعد البردة كلمة لم نعرف قراءتها ولا موضع لها هنا فحذفناها ليستقيم المعنى.
(٢٨٩) كلمة غير مقروءة لكن وردت في الضوء ج ١١، ص ١٥: «الفنرى»
(٢٩٠) يعنى بذلك سبط ابن العجمي.
(٢٩١) أي بدمشق.

<<  <  ج: ص:  >  >>