للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلازم الشيخ علاء الدين [عليا] البخاري وانتفع به. ثم قدم القاهرة في سنة خمس وثلاثين فاشتهر بالفضيلة، وصحب الأكابر من الأمراء والمباشرين فحظى عندهم، وبعد صيته، ورتّبت له المرتبات، وصار يعدّ من الأعيان بالقاهرة، ولازم الشيخ شمس الدين الشروانى كثيرا، وأكبّ على الاشتغال، وحضر المجالس الكبار: مجلس قراءة البخاري بحضرة السلطان وغيره.

وناظر فذكر بالطلاقة والبلاغة والجرأة الزائدة والبراعة، فلما ولى الظاهر جقمق-وكان يصحبه-تردد إليه وصار أحد ندمائه وخواصّه فأقبلت إليه الدنيا.

وكانت له رغبة في النساء، وكان مطلاقا فتزوج النساء المذكورات بالجمال والمال والرياسة، ثم إنه وقع بينه وبين حميد الدين البغدادي.

[الذي] يقال إنه من ذرية الإمام أبي حنيفة-كلام وصلا فيه إلى المشاتمة في سنة أربع وأربعين، وكان الشيخ شمس الدين الكاتب الرومي الأنكردى عائبا عليه في بعض الأمر فذكر للسلطان أنه شتم أجداد حميد الدين، فدخل فيهم الإمام أبو حنيفة، وأن له عادة بانتقاص العلماء، وشهد بذلك القاضي بدر الدين بن عبيد الله فقبض على الكوراني وسجن في البرج، وادّعى عليه عند قاضى القضاة: سعد الدين بن الديري الحنفي، وأثبتوا أن حميد الدين من ذرية أبي حنيفة، وممّن شهد بذلك شيخنا الشيخ عبد السلام البغدادي وتكلّم فيه بسبب هذه الشهادة، فإنّ قاضى القضاة محب الدين البغدادي الحنبلي وغيره من مشايخ بغداد قالوا إنهم لم يسمعوا أحدا من أسلاف المذكور يذكر أنهم من ذرية الإمام، فلما ثبت ذلك عزر الكوراني بأن ضرب نحوا من ثمانين عصا بحضرة السلطان [بل (١١٠) وأمر بنفيه وأخرج عنه تدريس الفقه بالبرقوقية، وكان قد استقر فيه بعد ابن يحيى، وخرج الشهاب منفيا-بعد أن باع أثاثه وأخرجت وظائفه ومرتباته-إلى دمشق وهي من مملكة السلطان] فاجتهد في


(١١٠) ما بين المعقوفتين ساقط من تونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>