للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرجوع وهرب من المترسمين عليه غير مرة، وتوسل بكل وسيلة فلم يجب السلطان إلى ذلك، وهرب، وتوصل في إحدى هرباته إلى «الطور» ليحجّ من البحر فقبض عليه وكوتب السلطان فيه فلم يمكنه من ذلك، وردّه مرسّما عليه، مضيقا عليه فوصل إلى «اللجون (١١١)»، ثم هرب من الموكلين به وأوهم أنه ذاهب إلى الناصر، ثم عطف إلى «عيون (١١٢) التجار» ثم عطف إلى «سيدي شعيب» فدعا في مقامه، ثم ذهب إلى صفد فأقام بها أياما، ثم ذهب إلى طرابلس، ثم ذهب إلى حلب، وله في ذلك عجائب.

ثم دخل إلى بلاد الروم فاجتمع بعلمائها وناظرهم فراج عليهم، وكان قاضى العسكر بها ولى الدين الأنكردى وكان صاحب الكاتب وبلديّه فأرسل الكاتب إليه أن يفسد سور الكوراني وكاد يفعل.

وكان ولى الدين شريفا من جهة الأم فمدحه بقصيدة أولها:

حديث شجونى في الغرام مسلسل … وصبري موقوف ودمعي مرسل

وحقّ علوّ قد وطأت سنامه … وجنح ظلام قمت فيه تبتّل

ففي الكون لم يظفر سواك بمدحتى … ولا ترتضى نفسي الأبية تقبل

ولكنني أعطيت ذا الحقّ حقّه … فإنك في الدهر الأغرّ المحجل

لأنك من جنس النبوّة بضعة … وفي (١١٣) مدحكم نظم القوافي مرتل

ومدحك في عقدي زيادة منّة … وزاريك غاو، بل كفور مضلّل

بحقّك لا تعبأ بغيري فإنني … أنا الجوهر الأعلى وغيرى السّجذجل (١١٤)


(١١١) اللجون: بفتح أوله وضم ثانيه وتشديده وسكون الواو وآخره نون، واللجن واللزج واحد وهو بلد بالأردن وبينه وبين طبرية عشرون ميلا، وإلى الرملة مدينة فلسطين أربعون ميلا. وفي اللجون صخرة مدورة في وسط المدينة وعليها قبة زعموا أنها مسجد إبراهيم ، وتحت الصخرة عين غزيرة الماء، وذكروا أن إبراهيم دخل هذه وقت مسيره إلى مصر ومعه غنم له وكانت المدينة قليلة الماء فسألوا إبراهيم أن يرتحل عنهم لقلة الماء فيقال إنه ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها ماء غير قليل فاتسع على أهل المدينة، فيقال إن بساتينهم وقراهم تسقى من هذا الماء. والصخرة قائمة إلى اليوم كما قال ياقوت. وطول اللجون: ستة أميال، وهو كثير الوحل صيفا وشتاء. واللجون: أيضا موضع في طريق مكة من الشام قرب تيماء. انظر: ياقوت معجم البلدان، ج ٤ ص ٣٥١.
(١١٢) هكذا في تونس.
(١١٣) في تونس «ففي».
(١١٤) البيت وارد في نسخة تونس لكنه غير واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>