للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كانت سنة خمسين قدم البرهان السوسي وكان قاضى الشافعية بمكة فأكد سؤاله (٤١٠) عليه وأرسل بركات ولده للسعى في الامرة فأجيب، وأسرع المبشر بالسير حتى كاد يسبق الأخبار، فقصد أبو القاسم جدة لنهب أموال التجار بها، فعاجله بركات فسبقه فذهب نحو اليمن واستقر الناس ورجعوا إلى ما كانوا فيه على أيام بركات من الأمن والعافية.

ثم إنه (٤١١) قصد الحضور إلى القاهرة من نفسه فقدمها يوم الخميس مستهل شعبان سنة إحدى وخمسين فلاقاه السلطان في عساكره ووجوه أهل مملكته إلى الصحراء، ولما تقاربا ترجل كل منهما ومشى إلى صاحبه وتعانقا ثم ركبا وسارا، والظاهر [جقمق] يحجب بركات، فحصل له من العز والإكرام ما لم يسبق إليه أحد من أهله، ومع ذلك فكان الناس متخوفين عليه من غدر الظاهر، فرأى (٤١٢) … كذا (٤١٣) … ليلة أنه على باب تقى الدين بأعلى الرميلة، وإذا هناك أناس على هيئة العرب قد (٤١٤) ملئوا الرميلة بسوادهم وخيولهم، قال: وكان إلى جانبي رجل فبينما نحن لا نتفكر من هؤلاء، وإذا ذلك الرجل هذا رسول الله، يشير إلى أحدهم ثم أسرع إليه وقبّل رجله في الركاب، فبينا نحن على ذلك إذ جاء القاضي كاتب السر كمال الدين محمد بن البارزى راكبا ومعه دويداره، فلما رأى النبي ترجل من غير أن يعلم بل كأنه يعرفه، ثم جاء إلى النبي فقبل رجله الشريفة، ووضع يده الشريفة على كتف كاتب السر وقال له قولا حسنا، ثم قال له: «امض (٤١٥) إلى جقمق وقل له: هؤلاء أولادي خائفون منك، فسهل طريقهم وعجل ردهم إلى بلادهم» فقال: «سمعا وطاعة». ثم ركب فرسه ورجع.

واستيقظ الرائي. فلما بلغ القاضي هذا المنام مضى سامعا مطيعا، فأعلم السلطان بذلك، فقال [جقمق (٤١٦)]: «سمعا وطاعة» وتأكد ما كان يظن من سوء الطوية، ولولا ذلك لما اهتم النبي هذه الهمة العظيمة وكانت هذه من أجل مناقب «بركات» والله الموفق.


(٤١٠) في السليمانية: «سوانيا».
(٤١١) الهاء في «إنه» عائدة على بركات صاحب الترجمة.
(٤١٢) بعد فرأى فراغ في تونس بقدر أربع كلمات وقد علق الناسخ بقوله كذا.
(٤١٣) بعد كذا فراغ في تونس بقدر أربع كلمات.
(٤١٤) العبارة من «قد ملئوا … إلى «وهؤلاء» في السطر التالي ساقطه من السليمانية.
(٤١٥) ما بين المعقوفتين ساقط من السليمانية.
(٤١٦) أضفنا ما بين الحاصرتين للإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>