للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

للضوء يرى السخاوي يشير صراحة إلى ما يدل على أنه طالع «عنوان الزمان» وأخذ منه، ولم يكن ذلك عن رغبة في الاعتراف بفضل السبق ولكن ليتابع عثرات البقاعى، ونستدل على ذلك من مثل هذه العبارة التي كثيرا ما تصادفنا في السخاوي إذ يقول «ذكره البقاعى مجردا».

وأن النزعة-التي طبع عليها السخاوي في مهاجمة معظم مؤلفي عصره- لا سيما من كانوا في مثل عمره ومن تتلمذوا على يد شيخ الكثيرين وهو ابن حجر-دفعته إلى التهجم على هؤلاء التلاميذ، وقد يفحش في الهجوم عليهم مما حدا بالسيوطى أن يقول عن السخاوي أنه جعل من لحومهم طعاما.

إن التراجم التي جمعها البقاعى في معجمه هذا كانت لرجال ونساء في مصر والشام والحجاز والعراق والهند وبلاد الروم وأفريقية والسودان وغيرها ممن أتيح له معرفة بعضهم على صورة أو أخرى، وبذلك كان كتابه الحالي معجما لهؤلاء جميعا، فكان يترجم لهم من حيث المولد والنشأة والدراسة وآثارهم الفكرية وأوجه نشاطهم وما كانوا عليه من سيرة تختلف من واحد إلى آخر، ويعدّد ما طبعوا عليه وما يقوله الناس عنهم، وقد ينقل-وهذا كثير-بعض عناوين ما ألّفوا.

كذلك عرف البقاعى كثيرا من سلاطين العصر والحكام في مصر والشام على وجه الخصوص، وكان له حضور في مجالس بعضهم، ونستدل من ابن حجر في معرض كلامه عن الحملة المصرية على قشتيل الروج أن السلطان جقمق جعل البقاعى إماما لهذه الحملة، بل ويزيد العسقلاني فيقول إن البقاعى كتب تقريرا عن هذه الحملة إلى السلطان ورآه ابن حجر، وقال إنه مورده في كتابه «إنباء الغمر» لكن لم نعثر عليه فيما راجعناه من النسخ الخطية السبعة التي رجعنا إليها في تحقيق الإنباء ونشره، وما كان لابن حجر أن يذكر مثل هذا الخبر الهام إلا أن يكون قد اطلع على هذا التقرير، ولكن أين هذا النص؟.

ذلك ما لا ندريه، وفي هذا خسارة لشاهد عيان لحادث من أضخم أحداث

<<  <  ج: ص:  >  >>