والعين مثل العين لكن هذه … شكلت بحسن وقاحة ومجون
وعلى الجبين بشعره سين بدت … حار ابن مقلة عند تلك السين
في خدّه ورد، وتحت شفاهه … خمر جرت من لؤلؤ مكنون
يا للرجال ويا لها من فتنة … في وضع ذاك النقط فوق النون
الله أكبر من قساوة قلبه … مع ما يرى في عطفه من لين
أنا لا أريد تنزّهى في روضة … نظري إلى وجناته يكفيني
كم قال إن شئت الدجى فغدا يرى … أو قلت: نور الصبح فهو جبيني
وإذا أردت الروض فهو بوجنتى … كم فيه من ورد على نسرين
عارضته يوما. فقال: أما ترى … ما قد جرى منهم؟ لقد ظلموني
طمع الغزال بأن يعارض مقلتى … والبدر أيضا طامع يحكينى
فأجبته: إن يفعلا فعلا، فلا … يؤذيك فعلهما ولا يؤذيني
فافتر مبتسما، ووافى بالمنى … نوما، ولا ثقة بوعد ظنين
وكذلك زجل:
فرضت هجر، والبعاد سنّت … من يعنى الشرف لا بتسام غربها
ولأسياف لحظها سنت … حتى ليمضى في مهجتي غربها
خطرت تنثنى في ند عودي … عجبا لأهل الهوى قتلا
قلت يا ظبية الحي عودي … وهبينى من ذا الثغر قبلا
وكذا الأمر فعل من قبلا … كم لخيل التجنى قد عنت
وأوقفها بين شرقها وغربها … ولقلبى قتالها عنت
بدم ادمعى جرى غربها … جلست يوم لسقى خمر مالي
كم لأسياف هذا المعل تبرى … أدهشت وبلبلت بالى
وأصبحت سقمى بالوصال تبرى
قلت انتى طبيب لي كنت … تفسها للطبيب من عجبها
ثار لي أشواق للآن ما كنت