وأنشدني قصيدة تسمى: أنوار الفكر في أسرار الذكر: [البسيط]
إذا أردت بعون الله تتزر … داوم نصحتك ذكر الله تنتصر
بالذكر فاز الذي من قبلنا سلكوا … لا شك أن بذكر الله يفتخر
تالله لو يعلموا أسراره وبما … تحظون منه فما يبقوا ولا يذروا
ثلاثة قسم بالله صادقة … ما دمتم ذاكري الله تحتضروا
جاء إليك بأملاك تحاصركم … مع السكينة والرجاء وإلا صبر
حلفت بالله أيمانا مؤكدة … لو ألزم الصبر أهل الذكر ما صبروا
خل العواذل أهل اللهو عنك ولا … تغفل إذا غفلوا واذكر إذا ذكروا
داوم على الذكر في سر وفي علن … فالذكر أفضل ما تصحبه يا بشر
ذق من شراب أولى التحقيق كأس رضى … فأنفس القوم عند الذكر قد سكروا
رقى أناس بذكر الله فأتبعوا … آثارهم واذكروا المولى كما ذكروا
زين المجالس ذكر الله فابتدروا (١) … بذكر تظفروا مثل الذي ظفروا
طيبوا وغيبوا عن الإحساس وارتقبوا … إلى هلال الهدى يبدو لكم قمر
ضاءت قلوبكم يا ذاكرين به … فالذكر نور وصفو ما له كدر
كفاكم شرفا ذكر الإله لكم … هذا هو الفخر لا فخر الذي فخروا
لوذوا بذكر إله العرش واغتنموا … هذا المرام الذي جارت له الفكر
ما عندكم نافذ قال الإله لنا … وما لنا عنده باق ومدخر
نوار أنوار ذكر القلب هاج لكم … فما لكم عنه يا عشاق تصطبروا
صباحكم قد بدا والقلب صار لكم … قليب نور وجا أملاكه حضروا
ظعائن الفكر إن ندت شواردها … فالذكر قيد لها ما دام ذا الضرر
عليكم فاذكروا بالقلب خالقكم … بعد اللسان فذكر القلب معتبر
غيبوا عن الذكر بالمذكور تنتعشوا … حتى تغيبوا ولا عين ولا أثر
(١) في الأصل، والسليمانية: فابتتروا. ولعل المثبت هو الصواب.