للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنشدت هذا الشعر جماعة من أهل بلده، منهم يوسف البلان فقال:

«أشهد بالله ما هذا نظمه» وكأنه حسده، فأرسلت إليه وامتحنته فقال لي: قل لي عن معنى أنظمه فقلت:

«انظم [قصيدة] في آخرها بيت قل فيه: ما لمخضوب البنان يمين» فاعتذر لي بأن ذلك لا يقال إلا للإناث ويسمج مجيئه في الذكور، والقصيدة مذكرة، فأعجبني ذلك منه فقلت: انظم بعد قولك «ولا يؤذيني» بيتا معناه أن العلة في عدم الأذى أنهم لا يصلون إلى مرتبته لأن البدر عليه كلف والأيل الغزال فيه قرون» وقصدت بذلك صعوبة القافية عليه لأنه إن حصلت له أدنى غفلة كانت القافية راجعة إليه بالعيب.

ففهم ذلك وفكر (١٧٣) زمانا وقال:

فالبدر ذو غش وفيه تكلّف … والرّيم حاشا أن ترى بقرون

فتحققت أنه نظمه، وأنهما نفس واحد، وعلمت أنهم حسدوه.

وقال إنه كان يعرض نظمه على شخص يعرف النحو فيوقفه (١٧٤) على ما فيه اللحن.

قلت: وابن الأديب (١٧٥) هذا عنده حذق زائد وذكاء ذهن سيّال، وهو كثير التحرز والحذر ولا سيما في اللحن لما يعرف من نفسه من جهل العربية، وله معرفة تامة بالزجل (١٧٦)، يعرف ما يدخله من العيوب. وهو شخص مطبوع مع كونه عامىّ أمّى (١٧٧) لا يحسن الكتابة.


(١٧٣) في تونس «وأفكر».
(١٧٤) في تونس «فتوقف».
(١٧٥) راجع حاشية ١٧١.
(١٧٦) في تونس «بالجذل».
(١٧٧) في تونس «أمي».

<<  <  ج: ص:  >  >>