للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن مؤلفاته «الاطلاع على حجة الوداع».

كما أنه لم يقتصر على فن واحد من فنون التأليف وإنما نراه يسهم في التأليف في مواضيع شتى، فتناول بعض العلوم الرياضية مثل أرجوزته المسماة «الساحة في علمي الحساب والمساحة».

كذلك يلاحظ أنه كان للبقاعى هجوم عنيف على ابن الفارض الصوفي حتى لقد كاد أن يرميه بالكفر، وواضح أنه وجد معارضين له لم يذهبوا مذهبه في ابن الفارض، ولا شك أن هؤلاء المعارضين قالوا باللسان وبالقلم ما حمل البقاعى على أن يضع رسالة في الرد عليهم سماها «تدمير المعارض في تكفير ابن الفارض»، وهذا الهجوم الشديد على ابن الفارض من جانب البقاعى يظهر جليا في المقدمة التي كتبها الشيخ عبد الرحمن الوكيل في مقدمته لكتاب «مصرع التصوف» للبقاعى.

ومن هنا نستدل على أن البقاعى كان من الكارهين لرجال الصوفية ..

*** واهتم البقاعى بعلم القراءات فألف فيه ما نعرفه باسم «الضوابط والإشارات لإقراء علم القراءات»، وقد وصفه بعضهم بأنه «كتاب لطيف مختصر في القراءات»

كذلك أسهم البقاعى في علوم القرآن فترك لنا «نظم الدرر في تناسب الآي والسور» وقد انتهى منه سنة ٨٧٥ هـ أي قبل عشر سنوات من وفاته.

إنّ لكل كتاب من كتبه قصة عارضه البعض فيه وأيده غيرهم، وكلهم مغالون فيها ذهبوا إليه، وإنما يكون الحكم الصحيح أو ما هو قريب إلى الصحة يوم يتمّ إخراج ما دبجته براعته من الكتب والرسائل ويوم ترى النور، وهو أمر ما أحسب إلا أنه سيطول، ومعنى هذا أن البقاعى سيظل في زوايا الإهمال حتى يأذن الله بنشر ما ألّف.

<<  <  ج: ص:  >  >>