للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تختال عجبا من تختلس الحجا … وتميد حين تبيد كالأملود

أجفانها للبيض أجفان وكم … قدّ باسم قدها مقدود

قالت وقد نظرت إلى سقمى: أما … يكفيك هجرا، قلت: لا بل زيدي

قالت: أعيد لك الذي تعتاده … زمن التصابى، قلت: ذلك عيدى

قالت: فجسمك صفه لي لأعوده … قلت: السقام براه برية عودي

فتبسمت فبكيت قالت: لا ترع … ففنيت بين توعد ووعود

من عاذرى في حبها من عاذل … قد بات يرقبنى بعين حسود

مذ خيمت بالمنحنى من أضلعى … وبحاجر من مهجتي وزرود

أقطعتها وادى عقيق مدامعى … ونزلت عن وادى غضى توقيدى

ووهبتها طيب الكرى من مقلتى … وبذلت فيها طارفى وتليدى

ووقفت بين تغزلى لغزالها … والمدح للداعي إلى التوحيد

أزكى البرية أحمد ومحمد … والمصطفى الممدوح بالمحمود

المورد العذب الذي أضحت به … شمس الهداية في أتم سعود

نور محى ليل الضلال وشق عن … صبح الهدى للخلق خير (١) عمود

لم يخش في مولاه لومة لائم … في قتل طاغ أو جلاء يهودي

أصحابه مثل النجوم من اقتدى … بهم اهتدى للحق في التقليد

سبقوا إلى العليا فحازوا في العلا … قصبات سبق للمرام بعيد

تخذوا الأدارك كالأرائك في الواغى … فمتونها كالمهد في التمهيد

حزموا على كسر العدو فأقبلوا … في رفع ألوية ونصب بنود

نصروا الذي للأنبياء توسل … عند المضيق بظله الممدود

نوح من الطوفان نادى فاستوت … منه سفينته بأعلى الجودى

وبه الخليل دعا الجليل فأطفأت … أنواره نارا من النمرود

موسى الكليم دعى الكريم بجاهه … فنجى وأغرق صدّه إذ نودي

أعظم بدعوة صالح من صالح … صاحت ألا بعدا لقوم ثمود

يا من جميع الرسل يوم معادهم … يمشون تحت لوائه المعقود

وإذا الأوام على الأنام غدا غدوا … متسارعين لحوضه المورود


(١) في السليمانية: غير.

<<  <  ج: ص:  >  >>