ومنها:
وخاطر فأنت محروس موقّى … إلى حين فلا تخش وبال
واصبر ساعة فالصبر مر … وليس يسوغه من كان خالى
فمن يكن العلاء له مراما … فذاك أسيرها في كل حال
ومن عشق الصعود إلى علوّ … فطعم المر في المطلوب حالي
وبعد الصبر عند بلوغ قصد … يحول مذاقه مثل الزلال
فإن يسعفك من مولاك رشد … فهو المطلوب عن فان وبال
فباب الجود مفتوح لداع … وليس سواه يدعى بابتهال
وليس مع الإله جواد معطى … لما منع الإله من النوال
ولا منّاع ما يعطى قدير … فلا ثان له في كل حال
فآيته أمات بها وأحيا … وأغنى من يشاء بلا سؤال
وإن لم يقدر الباري بشئ … فقد نبّئت عذرك في الفعال
فليس يلام من يعدى جهودا … ولم ينم الهواجر والليالي
ولا يثنى على أرض الدنايا … قنوع مهتنى برد الظلال
وليس على الفتى لوم إذا لم … يساعد من مليك قد وآل
فقلت: ولم تنم أعوام عيني … ولا قلبي عن المطلوب سالى
ولا سمعي يلد له استماع … بشئ دون ترجمة المعالي
بعيد صلاة مغربها عشاء … إذا ما صوّت الداعي بعال
إذا ما سرتم عشرا وعشرا … وعشرا بعد عشر للوصال
وأشرفتم ضحى روس الثنايا … ولبّيتم بأصوات عوالي
وإذ جئتم لأبطحها وفزتم … بنيل القصد فاغتنموا الوصال
فمن باب السلام لكم قدوم … إلى بيت المهيمن ذي الجلال
فيا طوبى لليلى ثم طوبى … لمن جا زائرا يبغى النوال
وقد رفع النقاب نقاب سلمى … وشمرت الذيول عن الجمال
وازدحموا على حال لسعدى … كورد … (١) قربوا ليالي
وطافوا سبع ثم سعوا وقصوا … وحلوا بعد حرمهم الحلال
وأوفيتم مناسككم ببيت … شريف لا يقاس له مثال
(١) كلمة غير مقروءة بالأصل والسليمانية، وبالجملة فإن البيت غير متزن عروضيا.