للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اجتمعت به يوم الأربعاء ثاني (٢١٧) عشرى شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بعلو جامع المحلة فأنشدنا من لفظه لنفسه، وسمع ابن الإمام وابن فهد البيتين الأولين من قصيدته التائية المخمسة الآتية، ثم أحضر لي ديوانه في مجلد وذكر من أوله (٢١٨) مرائي، منها أنه ذكر له رجل يقال له الشيخ على الرائي رأى النبىّ نحوا من مائة مرة، قال: قدمت إليه فأخبرني أنّ النبي قال له في بعض مرائيه (٢١٩): من أحب أن يراني في منامه فليقل قبل أن ينام: اللهم صلّ على محمد وعلى آله حق قدره» ست عشرة ألف مرة، فجلست في بيتي وصمت ذلك اليوم وصلّيت على هذا القدر وعددت ذلك بسبحة عدتها خمسمائة قلبتها اثنتين وثلاثين مرة، فاتفق فراغى من ذلك بين المغرب والعشاء، فلما نمت رأيت النبي ، فأمرّ بيده الكريمة على ظهري ودعى لي».

قال: ورأيته مرة ثانية وعليه جبة لونها عسلى [و] أكمامها إلى حد الكوعين، وأذيالها إلى نصف الساقين، وعلى رأسه الشريفة عمامة لطيفة شديدة البياض، وعلى كتفه الكريمة طيلسان (٢٢٠) أبيض ليس على رأسه منه شيء وإنما هو منسدل على كتفيه الشريفتين، ووجهه الشريف عظيم الهيبة، ولحيته كثّة، ما وقع بصرى على شيء أحسن منه فلما رأيته هممت بالسلام عليه فإذا جمع من الناس مقبلون للسلام عليه، فقبّلوا يده الكريمة وقضوا مآربهم، وكانوا في حال اجتماعهم كالأطفال بين يديه لم يبلغ أحد منهم طول قامته الزكية ، فصبرت حتى انصرفوا فوقفت ونصبت أصبعي السبابة وقلت السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقال وعليك السلام، فقلت «ولك» ثلاث مرات.


(٢١٧) انظر التوفيقات الالهامية، جدول سنة ٨٣٨.
(٢١٨) أمامها في هامش نسخ المخطوطة عبارة «قف على هذه الفائدة العظيمة النفع».
(٢١٩) أمامها في تونس بغير خط الناسخ «من أحب أن يرى» ثم أضاع التصوير بقية العبارة.
(٢٢٠) الطيلسان هو ثوب أخضر من صوف يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ، والكلمة مقتبسة من الفارسية. انظر غرائب اللغة العربية-للآب روفائيل نخلة اليسوعى ص ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>