ناحت لنا ورق الحمام وغرّدت … هاجت عليهم في الهوى بلبالى
لا متنى العذال في حال الهوى … والقلب لا يصغى إلى عذال
أنا إن شكوت إلى العواذل حالتي … تاللّه ما من عاذل أشكى لي
باللّه يا حادي المطىّ ترفّقا … أرثى لذلى واستمع لمقالى
إن شاهدت عيناك بانات النقا … ورأيت أنوارا على أطلال
عرج لأرض النازلين بطيبة … واقرأ سلام الصب للنّزّال
أرضا بها خير البرية أحمد … قد نال قدرا في الخلائق عالي
أسرى به ليلا لحظرة قدسه … داس البساط بعزة ودلال
وأتى لنا برسالة من عنده … ومتوّجا من نوره بجلال
وأتى بآيات لنا قد فصّلت … جاءت من الرحمن ضرب مقال
فبها أقام الدين دينا قيما … وبها هدى الإسلام بعد ضلال
وبها جيوش الكفر حقّا أخمدوا … ومحى بها طغيانهم بقتال
للّه كم غاز النبي محمد … برجاله الأنصار والأبطال
يكفيك ما قد نال يوم قتاله … أهدى إليه نصره برجال
وله جيوش ألفت قد أظمئوا … من راحتيه قد سقوا بزلال
وأتى له الضب النفور مسلّما … وشكى البعير له بذل سؤال
وهو الشفيع لمن جنى ولمن عصى … في يوم مبعثنا من الأهوال
يا شافعا في الخلق كن مستشفعا … لعبيدك الحصري من الأثقال
فعلىّ بن رشيد اسمى انني … أرجو بمدحى فيك رشدا عالي
في أرض سلسيل ربيت وإنّ لي … نظما كعقد الدر والسلسال
وغزلت غزل العنكبوت تغزلى … وضمنته بمناقب الأفضال
وشهرته بين الورى بكناية … لذوي الفضائل حلة الغزالي
صلّى الإله على النبي صلاته … تأتى غدوّ اليوم والآصال
وقال: وأنشدناه في التاريخ والمكان وسمع رفيقاى:
لهيب في الفؤاد قد ابتدأ بي … من الأشواق ذو أمر عجاب
فؤادي بالتولع في لهيب … وقلبي بالتشوق في عذاب