وبالأشواق لا أصغى لحىّ … أيا للّه ما هذا ترى بي
ببعد الحب قد فارقت روحي … وإلا في المحبة قد سرى بي
وطال الهجر والأشواق زادت … وبالهجران صار النوح دابى
وحبّى كان مكتتما بصبرى … فصار الصبر منى في ذهاب
فكيف الحب يخيفه صموت … ودمعي في انهمال كالسحاب
ولي قلب أصابته سهام … أما رفقا بمهجور مصاب؟!
أهيل الحىّ لي فيكم غرام … وأشواق تورث بالتهاب
وقلبي قد أقام بأرض نجد … ولي دمع عقيق في انسكاب
متى أحظى بوصل حبيب قلبي … وأشكوه من الأشواق ما بي
وتنظر مقلتى حرما سعيدا … ونورا بالمآذن والقباب
وانظر حجرة قد حلّ فيها … نبىّ ذو جلال مستهاب
نبىّ قد كساه اللّه نورا … وألبسه المحاسن كالثياب
نبىّ داس فوق بساط نور … لعرش اللّه مع رفع الحجاب
نبي قد سما قدرا عظيما … وشرف بالرسالة والكتاب
وجاهد في سبيل اللّه حقا … فخضب سيفه بدم الرقاب
وأردى من بغى بصفاح هند … وذاقوا منه طعنات الحراب
وبيض القوم عاد لهم صباغ … بدمّهم كحمر للخضاب
وأملاك الإله له جيوش … بنصرته أتوه للثواب
نبىّ صادق حقّ شفيق … شفيع في العصاة من العقاب
أيا خير البرية كن شفيعي … من النيران في يوم الحساب
لأنى قد ثقلت بذنب فعلى … وبالآثام صرنا في انتحاب
وقد سميت في الأسماء عليا … ولى سلف رشيد ذو انتساب
عليك اللّه قد صلّى دواما … ودام الدين حقا في انتصاب
قال وأنشدناه بالتاريخ والمكان المذكورين:
حلفت مقلتى بكل كتاب … أنا في هجركم شديد العذاب
آل سهدى وصدّ عنى منامي … وعيونى مراصد الأحباب