للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا أهيل الحماء ربة خدر … قد سبتنا بخدرها والنقاب

أسرتنا بالحسن ثم تناءت … توارت عن ناظرى بحجاب

شغلتنا بالوجد شوقا إليها … فإليها معراج شوقى سرى بي

نقشت كفها بعندم (١) صدّ … فجعلن من دمع عيني خضابى

ألبستنا السقام درعا ولكن … ذاب قلبي والنوح قد صار دابى

لا منى عاذلى فصرت أنادى … خلّ عذلى فإن حسبي ما بي

لم يكن في الهوى معذب قلب … في الهوى قد أصابه كمصابى

أسرتنى الظبا بخط وهند … عجب منهما أولو الألباب

كيف كنا في البر يخشى لقانا … فأسرنا من برد عاب

عجبا تأسر الأسود ظبا … خلتهم كالو كواعب الأتراب

جردتنا اللحاظ منهم صفاحا … حين هزت قدودها كالحراب

فبقلبى من القدود طعان … ومن اللحظ لي أشد ضراب

عذبت مهجتي بطعن وضرب … وحلى لي في الحب مع ذا عذابي

يا لعمري أسد فرائس غيد إن … هذا منهن أمر عجاب

قال: وأنشدناه يوم الثلاثاء سابع شعبان من السنة بالمكان:

في هواك عن المحب سلى ما … بفؤادي من الهوى يا سليمى

سائلى الدمع عن فؤاد جريح … كان قدما من الغرام سليما

أترى بالوصال يرجع لي ما … عهد القلب من زمان قديما

كان عيش الوصال عيشا رطيبا … صيّرته الأيام عيشا ذميما

درست دار وصلنا ببعاد … صار جسمي من الغرام سقيما

سحّ دمعي على معالم خدى … صار للدمع فيه رسما مقيما

صرت في الحي والمنازل أنعى … لبعادى معالما ورسوها

لا منى عاذلى فصرت أنادى: … أنت في الحب لم تكن بي عليما

يا عذول المحب في الحب جهلا … لا تكن عاذلا علىّ ظلوما

إن في وصلهم نعيما مقيما … ونواهم عنى عذابا أليما


(١) العندم: شجر أحمر، وقال بعضهم هو دم الغزال بلحاء الأرطى يطبخان جميعا حتى ينعقد فتخضب به الجواري. انظر: لسان العرب، مادة (عندم).

<<  <  ج: ص:  >  >>