للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشدني كذلك له [في] التاريخ ولم يسمع أحد:

أنا بالصبابة قد جعلت تلذذى … إن لم أمت بصبابتى فمن الذي

يا نفس إن لم تصبرى في حبه … لجوى القطيعة فانفذى لا تنفذى

[الرجز]:

رجز البحور أتى إليك مكملا … في مدح من للخلق أضحى مرسلا

مولى تسامى قدره وفخاره … حتى علا فوق السموات العلا

ولقد دنى في قربه من ربه … ولقد تدلى عنده وتدلّلا

واللّه قد أوحى إليه وحيه … وبمدحه نزل الكتاب مفصّلا

واللّه أعظم قدره لا غرو أن … كان الحبيب معظما ومبجلا

واللّه شرفنا برفعة قدره … وتشرفت بقدومه وحش الفلا

يعزى الفخار لفخره ولقدره … وبحسنه أضحى الجمال مجمّلا

لو أن كل الحسن يكمل صورة … ورآه كان مكبّرا ومهللا

سبحان من أعطاه ما لم يعطه … كل الخلائق آخرين وأولا

وبراه رب العرش أكمل خلقه … فالخلق والخلق العظيم تكملا

ما أمّه ذو فاقة إلا أفا … ض ووجهه بعطائه متهللا

إن قلت ظلله الغمام أقول بل … كان الغمام بظلّه متظلّلا

أنا مادح لجماله وجميله … وإذا دعيت لغير ذلك قلت لا

لم أمتدح ما دمت غير صفاته … من فكرتى ولعلنى أن أقبلا

وعسى أسير بذاك تحت لوائه … وأكون في دار النعيم محولا

ما للمحلّى غير فيض نواله … غيث يسيح براحتيه مجللا

صلّى عليه اللّه … ما جن ليل في الوجود وما انجلا (١)

هكذا أنشدنا هذا الشعر، فقلت له: هذا من الكامل، وأنت قد اشترطت أن تنظم في كل بحر من ذلك البحر، وقال لعطائه مهللا وهي مرفوعة، فوعد أنه سيغير ذلك ويجعله رجزا.


(١) من الملاحظ أنّ تفعيلة (متفاعلن)، وردت أكثر من مرّة في الأبيات السابقة؛ مما يعني أن الأبيات من بحر الكامل، وليست من الرجز.

<<  <  ج: ص:  >  >>