أنت الذي لولاه ما كان الهدى … ننجو به من كل هول نازل
أنت الذي لولا شفاعته غدا … لم ينج عاص من عذاب هائل
أنت الذي لك معجزات أعجزت … عن حصرها من حاصر أو ناقل
أنت الذي يا سيدي لولاك ما … نظم المحلّى وزن بحر كامل
صلّى عليك اللّه في الملأ العلا … أزكى الصلاة ببكرة وأصائل
وعلى الصحابة والقرابة كلهم … عدد النبات وقطر غيث وابل
[الهزج]:
نظمت المدح من هزج … ألا يا مهجتي ابتهجى
مديح من ارتقى ورقا … على أعلى علا الدرج
ومن بعد المضيق أتى … لنا بالفتح والفرج
وجاء لنا بدين ما … علينا فيه من حرج
وجاء الدين مرتفعا … به من غير ما عوج
تعطّرت الوجود به … وفاح الكون بالأرج
وأشرقت الدّنا وبه … أضاءت من سنا البلج
فأغنى نور طلعته … عن الأقمار والسّرج
ودين الحق معتدل … بلا أمت ولا عوج
وأضحى الكون بالإيما … ن والإسلام في بهج
وهبت نسمة العشا … ق من جدعاء منعرج
فأجبت كل ذي شجن … وكل متيم وشجى
وقال الضيق يومئذ: … ألا يا أزمتى انفرجى
فصاح الحق: كم لي من … لسان ناطق لهج
فيا مولى الورى جد لل … محلّى منك بالفرج
وصل على نبي جا … ءنا بالدين والحجج
ورضوان على آل … وأصحاب مدى الحجج (١)
(١) من الملاحظ أنّ تفعيلة (مفاعلتن)، وردت أكثر من مرّة في الأبيات السابقة؛ مما يعني أن الأبيات من مجزوء الوافر، وليست من الهزج.