وإن أكن قصّرت في مدحكم … فمدحكم بين الورى طائل
ما حلت عن حبى لكم لا ولا … بين فؤادي والهوى حائل
وإن سلوتم عنه أو ملتم … فالقلب لا سال ولا مائل
أستغفر اللّه الذي لم يزل … وكل شئ غيره زائل
أرسل فينا أحمد المصطفى … نبىّ صدق حكمه عادل
جاء لنا بالحق من ربه … ومنه حقّا زهق الباطل
فهو النبي المصطفى المجتبى … وهو الحبيب السيد الكامل
فكم أتى من تابعيه لنا … حبر لبيب عالم عامل
شق له بدر السما آية … فكل عقل عندها ذاهل
فعضبه في هام أعدائه … وفيهم عامله عامل
صلّى عليه ربنا ما روى … عنه حديثا مسندا ناقل
[المنسرح]:
بحر لنا بالعروض منسرح … وكلّ صدر بذاك منشرح
مدحت فيه الحبيب مبتهجا … والقلب منّ بمدحه فرح
فهو مليح الوجود أجمعه … وكل نظمى بمدحه فلح
يا فوز قوم بمدحه اشتغلوا … لأنهم بالمديح قد مدحوا
داموا على المدح فيه ما برحوا … وللرضا والقبول قد ربحوا
أثنى عليه الجليل خالقنا … وهو له في الكتاب يمتدح
وكل حرف من الكتاب له … معجزة وهو فيه متّضح
ما (١) عسى أن يقول مادحه … في الشعر والمادحون إن مدحوا
ومدحنا لا يزيده شرفا … لكن بمعناه تمدح المدح
والفخر واللّه والجمال لنا … بمدحه والسرور والفرح
فمدح معناه لي به شغل … جوانحي عنه قطّ ما جنحوا
ولي بمعنى جماله ملح … أختم مدحي بها وأفتتح
تهون بالمدح فيه لي محن … وكم لنا من عطائه منح
واللّه لا حلت عن مدائحه … وإن أر العاذلين ما سمحوا
(١) كذا بالأصل والسليمانية. وبها يختلّ الوزن. ولعلها مسبوقة بالفاء.