[المتدارك]:
داركوا أمرنا بليالى المنى … وصلوا قبل أن ينقضى نحبنا
يا ليالي الرضا هل تعودى لنا … وأرى دهرنا جامعا شملنا؟
وتعيدوا لنا عيدنا في منى … ويعود الوصال بطيب الهنا
ونرى كعبة أشرقت بالسّنا … وبها الطائفون يحفو بنا
وطواف القدوم يزيل العنا … ومنادى القبول ينادى لنا
هذه حانة الندما فاسقنا … ولنا بالصفا قد صفا وقتنا
وحبيب القلوب ينادى بنا … أبشروا بالرضى واغنموا وقتنا
وصلاة تدوم على من دنا … أشرف الأنبياء وكل المنى
[المتقارب]:
تقاربت منكم فلا تبعدونى … وإن لم تعودوا بوصل عدونى
فإني محب وشوقى عظيم … فيا أهل نجد ألا فانجدونى
فما لي إلى وصلكم من سبيل … ولا لي على هجركم من معين
فلا تطردونى فإني محبّ … وحبى لكم فهو شرعي وديني
سقا اللّه ربعا بوادي حماكم … وحيّى الحيا داركم بالهتون
بها من تسامى على الرسل قدرا … وجاء لنا بالكتاب المبين
وناداه في محكم الذكر طه … وسماه أيضا بياء وسين
ورقّاه حتى دنا أو تدلا … وقد فاز منه بسرّ مصون
وأعطاه فوق الرضى والأماني … وبلّغه منه فوق الظنون
وأعطاه في حضرة القرب منه … إلى أن رآه بعين اليقين
وقال له: يا حبيبي تملا … فأنت المسمى بطه الأمين
فجاهك بين الورى لا يضاهى … وأنك تهدى إلى خير دين
فيا من تسامى بعز المعالي … ومدّاحه فوق رأس وعين
أتاك المحلىّ يرجو قبولا … فيا أملى لا تخيّب ظنوني