للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشدنا كذلك وسمع ابن فهد:

بيني وبين حمى الحبيب فراسخ … وغرام قلبي إن سألت فراسخ

وسلوّ قلبي والغرام كلاهما … ها ذاك منسوخ وهذا ناسخ

يا مطلب العشاق هجرك مهلك … للطالبين ومن جناك صوارخ

قد بعت روحي في هواك وبيعتي … ربحت وما للبيع عندي فاسخ

يا من له حسن بديع قد سبا … كل الورى وله جناب باذخ

وله تسامت رتبة ومآثر … وعلوه فوق المعالي شامخ

العاقب الماحي الضلالة بالهدى … وبشرعه هو للشرائع ناسخ

يا سيدا سادت به آباؤه … وعلا به نحو المعالي شامخ

وسما به سام وناح تشوقا … نوح وأرّخ للفضائل تارخ (١)

إن لم أفز بالقرب منك فإن لي … عينين كل منهما لك فاضخ

ثوب افتكارى بالمدائح أبيض … وله بمدح علاك مسك ضامخ (٢)

شرفت محبتك التي ماتت بها … أطفالها وشبابها ومشايخ

يا من له حبى يزيد وإن أمت … أو ضمني لحد الثرى وبرازخ

واللّه ما قام السلوّ برأسه … إلا وكان له غرام شاذخ

قصر الضمير عن السلوّ وحبكم … جبل منيف في فؤادي راسخ

لا أم لي يوم السلو ولا أب … إن كنت أسلو عن هواك ولا أخ

قلبي حديد في تجلده ولي … كير عليه من غرامى نافخ

وبمهجتي جمر توقد في الحشى … فكأنما بين الضلوع مطابخ

أنا بالمحلة ما برحت وبازلى … بحماك ما بين البوازل نائخ

صلّى عليك اللّه يا من حبه … في رق قلبي ما بحبك بناسخ

وأنشدنا كذلك وسمع ابن فهد فقط:

وقائل: ما للمطى ما لها … فقلت: دعها سوقها أمالها

أما تراها في السرى من طرب … ترقص حتى ميّلت أحمالها

دعها فأشواقها تسوقها … وهي به لا تشتكي ملالها (٣)


(١) هو: أبو سيدنا إبراهيم- وأحد أجداد الرسول. انظر: تاريخ الطبري ١/ ١٤٢؛ المنتظم لابن الجوزي ١/ ١٥٨.
(٢) الضمخ: هو لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر، قال ابن سيده: ضمخه بالطيب: أي لطخه به. انظر: تاج العروس، مادة (ضمخ)
(٣) نهاية سقط التونسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>