يطربها صوت للحداة في الفلا … وغير ذاك الصوت ما حلالها
جل الذي ألهمها بحب من … قد طوحت لأجله أجلالها
فهي لعمري في الهوى معذورة … لا تعذلوها في الهوى عذالها
فقد براها في السرى جدب البرى … ولم تغير عند ذاك حالها
بل إنها جادت [تسحّ بأدمع] (١) … فجددت بطلها أطلالها
تسكب في وادى العقيق دمعها … عقائقا ولم تعق جمالها
حتى ترى الأعلام من واد النقا … لاحت ونور الحىّ قد بدا لها
أنوار من لولاه لم تطو الفلا … ولم تكابد في الهوى أهوالها
محمد أحمد من قد أنفقت … عشاقه في حبه أموالها
وخلفت من أجله شوقا له … أولادها وأهلها وآلها
فهو الذي علا على أعلى العلا … فنالت العليا به جمالها
حتى دنا بقربه من ربه … في ليلة فيا له ويا لها
وفاز من رب السموات العلا … برفعة ما في الورى من نالها
وجلوة في خلوة برؤية … وروحه قد بلغت آمالها
أوحى إليه اللّه ما أوحى له … في أمة نالت به منالها
أمته واللّه خير أمة … قد أخرجت للناس يا بشري لها
تأمر بالخير وتنهى بعده … عن منكر يا فوزها طوبى لها
فاللّه يسقينا غدا يوم الظما … نشرب من كاساته زلاها
وأن ينجينا به يوم الجزا … من حر نار أضرمت شعالها
ونسكن الفردوس من أعلى العلا … بجنة قد فيّئت ظلالها
يا سيد الرسل الذي بمدحه … تخفّ من أرذالنا أثقالها
روح المحلى تحت مدحكم … وغير ذاك المدح ما حلى لها
صلّى عليك اللّه يا خير الورى … ما هيجت بلابل بلبالها
وأنشدنا كذلك، وسمع ابن فهد:
سهام لحاظ والقدود عوامل … أسنتها بين الضلوع عوامل
وحدود حسن في الخدود توقدت … لها بين أحشاء المحب مشاعل
(١) في الأصل والسليمانية: تسحب أدمع. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.