للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يطربها صوت للحداة في الفلا … وغير ذاك الصوت ما حلالها

جل الذي ألهمها بحب من … قد طوحت لأجله أجلالها

فهي لعمري في الهوى معذورة … لا تعذلوها في الهوى عذالها

فقد براها في السرى جدب البرى … ولم تغير عند ذاك حالها

بل إنها جادت [تسحّ بأدمع] (١) … فجددت بطلها أطلالها

تسكب في وادى العقيق دمعها … عقائقا ولم تعق جمالها

حتى ترى الأعلام من واد النقا … لاحت ونور الحىّ قد بدا لها

أنوار من لولاه لم تطو الفلا … ولم تكابد في الهوى أهوالها

محمد أحمد من قد أنفقت … عشاقه في حبه أموالها

وخلفت من أجله شوقا له … أولادها وأهلها وآلها

فهو الذي علا على أعلى العلا … فنالت العليا به جمالها

حتى دنا بقربه من ربه … في ليلة فيا له ويا لها

وفاز من رب السموات العلا … برفعة ما في الورى من نالها

وجلوة في خلوة برؤية … وروحه قد بلغت آمالها

أوحى إليه اللّه ما أوحى له … في أمة نالت به منالها

أمته واللّه خير أمة … قد أخرجت للناس يا بشري لها

تأمر بالخير وتنهى بعده … عن منكر يا فوزها طوبى لها

فاللّه يسقينا غدا يوم الظما … نشرب من كاساته زلاها

وأن ينجينا به يوم الجزا … من حر نار أضرمت شعالها

ونسكن الفردوس من أعلى العلا … بجنة قد فيّئت ظلالها

يا سيد الرسل الذي بمدحه … تخفّ من أرذالنا أثقالها

روح المحلى تحت مدحكم … وغير ذاك المدح ما حلى لها

صلّى عليك اللّه يا خير الورى … ما هيجت بلابل بلبالها

وأنشدنا كذلك، وسمع ابن فهد:

سهام لحاظ والقدود عوامل … أسنتها بين الضلوع عوامل

وحدود حسن في الخدود توقدت … لها بين أحشاء المحب مشاعل


(١) في الأصل والسليمانية: تسحب أدمع. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>