سعد القوم به لما اهتدوا … بهداه والشقىّ من كفر
ربّ وفقنا لما ترضاه يا … من علا ثم تعالى فاقتدر
واغفر اللهم يا رب لنا … كل ذنب أنت أولى من غفر
وتعطف وتفضل بالمنى … منك عمن غاب عنّا أو حضر
واستر اللهم بالحلم لنا … كل عيب يا أجلّ من ستر
واعف عن ناظمها مما جنى … وأجره من لظى حر سقر
فالمحلّى علىّ يرتجى ال … عفو عمّا قد مضى منه ومر
وعلى خير الأنام المصطفى … أحمد المبعوث من خير البشر
صلوات بعشى أوحد … دائما تفنى الأصل والبكر
وعلى الأصحاب والأزواج مع … آله ما حلّ ليل واعتكر
وكذلك أنشدنا:
أرى الشمس راحا والبدور كئوسها … فلا أعدم اللّه الشفاه شموسها
يديرون كأس الأنس في جنة الرضى … ونار الجفاء لا يسمعون حسيسها
تراهم سكارى من سنى قرقفية (١) … فكيف بهم لما سقوا خندريسها
رئيسهم الساقي الكبير وكيف لا … يكون بها رأس الندامى رئيسها
وقد خطبتها العارفون من نفس … وأهدت من المهر النفيس نفوسها
وقد جليت بكرا وأحسن ما ترى … إذا كانت البكر الرواح عروسها
فلا غرو أن ذابت عليها قلوبنا … وقد أعقبتنا في القلوب رسيسها
لئن أصبحت منا القلوب بصرها … حديدا رأينا دنها مغنطيسها
عروس نفيسات النفوس مهورها … ويا فوز من كان الغداة عريسها
فمن لي بأن أحظى بكاسات حانها … وأرشف من ثغر المدام لعوسها
وأظفر من ماء الحياة بقطرة … أروّى بها مرة أرض قلبي يبوسها
وأشفى بما أسقى وبرّد غلّتى … وأطفئ عنها حرها ووطيسها
فما أروت الصد المبرح مهجتي … من البين والتبريح إلا رسومها
فأيام نحسات المحب صدودها … فمن لي بأن يمحوا سعودى نحوسها
(١) القرقف الخمر. وهو اسم لها، قيل: سميت قرقفا لأنها تقرف شاربها أي ترعده. انظر: لسان العرب، مادة (قرقف).