أهيم بصهباء المحبة في الورى … محبة من أمسى لروحى أنيسها
ترى هل أراني فوق متن شملّة … وحادي السرى يوما يحجّث عيسها
تمد خطوطا من خطاها كأنها … سطورا ووعساء الرمال طروسها
أو أن أراني بالمدينة واردا … بها عينها الزرقا وطورا أريسها
مدينة من قد فاز بالقرب وارتقى … إلى حظرة المولى وكان جليسها
وقد ردّت الأحبار أخبار فضله … به أخبرت رهبانها وقسوسها
هدى الخلق لما جاء بالحق والهدى … وعم به كل الورى وجنوسها
وكان إذا ما سار سبّق رعبه … خلال ديار الشرك حتى يجوسها
أباد العدى بالبيض والسمر في الوغى … وكل جنوس الكفر حتى مجوسها
وبالعلم عم الأرض فانظر تر به … مدارسها مملوءة ودروسها
وكل علوم الخلق من بعض علمه … كقطرة مزن إن ترد أن تقيسها
له غيبة في الحرب كلا تراه في … رجاء الوغى يروى الكماة شروسها
حليف الوغى عند الجهاد فلم يدع … ألوفا من الكفار حتى يدوسها
يبيد العدا بالمرهفات وبالمدى … ويسلب عنها حليها ولبوسها
وأبدلها بالعز ثوب مذلة … وأسكنها بعد القصور رموسها
يشوّش منه الرعب أفئدة العدا … ولكن قلوب المؤمنين يسوسها
فيا من تعالى في كمال علوه … وأحيا بتوحيد القلوب دريسها
أغث مادح المختار منك بنظرة … فما كان من رجّاك يوما يؤسها
علىّ المحلّى يرتجى أنس وحشة … فيا ذا العلا في وحدتي كن أنيسها
وصلّ على خير الأنام محمد … صلاة ترد النائبات وبؤسها
وأنشدنا كذلك فسمع النجم ابن فهد:
احملوا في الحب عنّا … راحت الأرواح منّا
قد شربنا الحب صرفا … من هواكم فقتلنا
نحن قوم قد حضرنا … حضرة الساقي فغبنا
وجلى كأس المعاني … فشهدنا كل معنى
قل لمن قد رام شربا … إن تمعّن: أنت معنا