للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهيم بصهباء المحبة في الورى … محبة من أمسى لروحى أنيسها

ترى هل أراني فوق متن شملّة … وحادي السرى يوما يحجّث عيسها

تمد خطوطا من خطاها كأنها … سطورا ووعساء الرمال طروسها

أو أن أراني بالمدينة واردا … بها عينها الزرقا وطورا أريسها

مدينة من قد فاز بالقرب وارتقى … إلى حظرة المولى وكان جليسها

وقد ردّت الأحبار أخبار فضله … به أخبرت رهبانها وقسوسها

هدى الخلق لما جاء بالحق والهدى … وعم به كل الورى وجنوسها

وكان إذا ما سار سبّق رعبه … خلال ديار الشرك حتى يجوسها

أباد العدى بالبيض والسمر في الوغى … وكل جنوس الكفر حتى مجوسها

وبالعلم عم الأرض فانظر تر به … مدارسها مملوءة ودروسها

وكل علوم الخلق من بعض علمه … كقطرة مزن إن ترد أن تقيسها

له غيبة في الحرب كلا تراه في … رجاء الوغى يروى الكماة شروسها

حليف الوغى عند الجهاد فلم يدع … ألوفا من الكفار حتى يدوسها

يبيد العدا بالمرهفات وبالمدى … ويسلب عنها حليها ولبوسها

وأبدلها بالعز ثوب مذلة … وأسكنها بعد القصور رموسها

يشوّش منه الرعب أفئدة العدا … ولكن قلوب المؤمنين يسوسها

فيا من تعالى في كمال علوه … وأحيا بتوحيد القلوب دريسها

أغث مادح المختار منك بنظرة … فما كان من رجّاك يوما يؤسها

علىّ المحلّى يرتجى أنس وحشة … فيا ذا العلا في وحدتي كن أنيسها

وصلّ على خير الأنام محمد … صلاة ترد النائبات وبؤسها

وأنشدنا كذلك فسمع النجم ابن فهد:

احملوا في الحب عنّا … راحت الأرواح منّا

قد شربنا الحب صرفا … من هواكم فقتلنا

نحن قوم قد حضرنا … حضرة الساقي فغبنا

وجلى كأس المعاني … فشهدنا كل معنى

قل لمن قد رام شربا … إن تمعّن: أنت معنا

<<  <  ج: ص:  >  >>