للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ثم رجعت إلى دمشق سنة سبع وثمانمائة، فأقمت بها إلى سنة قتل الملك الناصر وأظنها سنة أربع عشرة (١). قال: فقدمت القاهرة، ونزلت في مدرسة الشيخ سراج الدين (٢) وأنه تزوج بنت (٣) الشيخ بدر الدين ابن الشيخ سراج الدين وأقام عندهم. ودرس في ذلك العام في مدرستهم، وناب للقاضي جلال الدين في العام الثاني.

وحج مرارا، أولها في أوائل هذا القرن، وجاور في غيرها في سنة ثلاث وعشرين، واجتمع فيها بابن الجزري، وسمع عليه مع الشيخ زين الدين رضوان، ورأيت خط ابن الجزري بذلك. وسافر من هناك إلى اليمن فدخل تعز وزبيد، ونظم هناك ردا على [الفصوص لابن عربى في مائة وأربعين] (٤) بيتا.

ثم رجع إلى القاهرة، فلما توفى الجلال استنابه الولي العراقي في أسيوط في أول ولايته-أظنها سنة أربع وعشرين-وشرط عليه أنه يعزله بالظنة، فسار بها سيرة حسنة.

وأخبرني أنه بنى بها جامعا بخطبة، ووقف عليه أوقافا. ثم لما ولى العلم البلقيني ومات الولي العراقي، رجع إلى طبعه فسار أقبح سيرة سارها إنسان، وشاع أمره بذلك. وأخبرني أنه نظم بها النذر في أربعة آلاف بيت، ونظم غريب القرآن في ألف وخمسمائة ونيف؛ اعتمد فيه على النظم الديرينى وعن تماليه. وقرأ علينا غالبه في شعبان سنة ست وأربعين بمنزل ..... (٥) من القاهرة، ونظم الناسخ والمنسوخ، ونظم منهاج البيضاوي.

ثم عزل من أسيوط سنة أربع وثلاثين، ثم ولى قضاء طرابلس في تلك السنة بواسطة ناظر الجيش عبد الباسط، روجه عنده صهره تقى الدين بن بدر الدين، فأقام بها إلى سنة ست وثلاثين، فبذل للأشرف مالا فولاه قضاء دمشق، فاستمر بها إلى سنة أربعين. ثم


(١) الوارد في ترجمة الناصر فرج بن برقوق في الضوء اللامع ٦/ ١٦٨: أنه قتل في ليلة السبت سابع عشر صفر سنة خمس عشرة وثمانمائة.
(٢) هي المدرسة البلقينية: وتعرف بجامع البلقيني. تقع بحارة بين السيارج المعروفة قديما بالوزيرية وبحارة بهاء الدين قراقوش، في جهة باب الفتوح على يسرة السالك من رأس الحارة إلى قنطرة باب الشعرية. انظر: الخطط المقريزية ٤/ ٦٧٧؛ الخطط التوفيقية ٦/ ٩،٤/ ١٣٩.
(٣) هي: جنة بنت البدر محمد بن السراج عمر بن رسلان البلقيني. راجع عنها: الضوء اللامع ١٢/ ١٨.
(٤) ما بين الحاصرتين في الأصل: النصوص لابن الجزري يجرى في مائة وأربعة عشر بيتا. والمثبت من الضوء اللامع ٦/ ١٤٠.
(٥) كلمة غير مقروءة بالأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>