للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها (١) في النحو على: الدوينى. ثم انتقل به أبوه إلى مصر قبل القرن، فعرض العمدة على الشيخ زين الدين العراقي، وأجاز له روايتها عنه، عن أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري، عن أحمد بن عبد الدائم بسماعه من مؤلفها، وكذا جميع ما له وعنه روايته، وكان صححها عليه جميعها في مجالس آخرها سنة خمس وثمانمائة. ثم رجع به فأقام إلى سنة ست وثمانمائة، فلقى شخصا سكرانا من الترك فراجعه كلاما فطغى عليه فقتله.

ثم انتقل الشريف صلاح الدين بأهله إلى القاهرة، فسكن بالصحراء واستمر مقيما بالقاهرة، ولازم الشيخ ولى الدين العراقي فأخذ عنه الفقه، والحديث، والأصول، والنحو، والمعاني، والبيان، وكتب أماليه. وأخذ الفقه أيضا عن النور الآدمي، والشمس البرماوى، والبرهان البيجورى. والنحو عن الشمس الشطنوفى، والشمس بن هشام. والعروض وغيره من علم الأدب عن البدر الدمامينى، وقرأ عليه جميع شرحه على الآجرومية إلا قليلا من آخره، وحضر دروس الشيخ عزّ الدين بن جماعة.

قال: ومن مشايخي: العلامة المحقق المربى الشيخ يحيى بن محمد الشاذلي، أخو سيدي أبى بكر الشاذلي المشهور، قال: قرأت عليه حزب الشيخ محيي الدين النووي، أنبأنا الشيخ يوسف العجمي، أنبأنا الشيخ عبد الرحمن الأسفراييني، أنبأنا المصنف.

وكتب إليه الخط الحسن جدا، ولازم الاشتغال مع التخلي عن الوظائف الدنيوية، بل كان يلم شعثه من النسخ. وأنشدني في ذلك سنة سبع وثلاثين، وأشار إلى أنه ينتقى ما يكتبه:

كتابتي أشكرها فكم لها من عائد فرأس مالي أخذها وأستزيد فائدة

وكان ذا حظ من الأتراك، وعنى بالأدب فنظم كثيرا وجمع في الأدب مجاميع عدة منها: رياض الألباب ومحاسن الآداب، والمرج النضر والأرج العطر، ومطلب الأديب، ونظم في الخيل أرجوزة في خمسمائة بيت، ونظم نخبة الفكر لشيخنا حافظ العصر، وغير ذلك فأكثر. ومن تصانيفه في غير ذلك: فضل صلاة الجماعة في جزء لطيف، وشرح الأربعين النووية في مجلدة مسودة.


(١) أي: بأسيوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>