للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك معارض لابن الفارض:

إذا لاح لي برق من الثغر لامع … فيسبقه غيث من الجفن هامع

وما لي لا أبكى بعين قريحة … وسرى الذي أخفيه في الناس شائع

لئن منعوا عنى الحبيب ولم أقر … بوصل الذي أهوى فما أنا صانع

أبيت وطرفي من فراقك ساهر … ويصبح قلبي وهو في الوصل طامع

فيا قلب لا تطمع بوصل فإنه … غزال ولكن في سوادك راتع

ويا طرفي المقروح لا تجمع البكا … فإن الذي أهواه للحسن جامع

إذا لاح ورد من خدودك أحمر … رجعت ولى وجه من السقم فاقع

فيا مالكا قلبي وعقلي والحشا … رضا بك من داء المحبة نافع

خدودك للنعمان أضحى انتسابها … وأحمد فيك الصبر والدمع شافع

لئن لدغ الأحشاء عقرب صدغه … فريقيه كالخمر فيها منافع

هكذا قال «في سوادك»، والظاهر أنها «في سويداك»، وكان في الأصل: «ولى قلب من الهجر»، فضرب عليها وكتب: «ولى وجه من السقم فاقع».

[وكذلك] (١):

مليح سبا جفنى بقدّ وطلعة … غزال كحيل الطرف أوطف (٢) أدعج (٣)

له خدّ ورد مع شفاه شقائق … ونرجس لحظ والعذار بنفسج

وكذلك:

عدى أو أعيدي يا سعاد وفاك … لمكتئب يهوى لماك وفاك

ألفت دوام الصد عمدا كأنما … نهاك عن الوصل الجميل نهاك

صلّى واقصرى في الصد يا غاية المنى … محبّا عناه بالسؤال غناك

برانى الجفا حتى حفيت ضني فهل … جفاك الذي من أليم جفاك؟

وحقك لو أمسيت من شده الضنى … شبيه سواك (٤) ما أردت سواك

لحا اللّه لاح عن وصالى بغيه … لواك وأضحى تحت في لواك


(١) إضافة يقتضيها السياق.
(٢) الوطف: بفتحتين وهو كثرة شعر العينين والحاجبين، والأشفار مع استرخاء وطول. انظر: لسان العرب، مادة (وطف).
(٣) الدعج: شدة سواد العين وشدة بياضها، وقيل سوادها مع سعتها، انظر: لسان العرب، مادة (دعج.
(٤) يقصد به السواك الذي يستاك به الأسنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>