للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحيّا زمانا كنت فيه منعما … بظل أراك (١) حيث كنت أراك

أنادى صريحا في حماك ومقصدى … نداك لفقرى أو سماع نداك

فإن شئت طردى عن هواك وسلوتى … وبعدى وكان البعد فيه رضاك

فهاتى فؤادي والكرى وشبيبتى … وعقلي وأحشائى وهاك هواك

رعا اللّه أوقاتا تقضّت لنا معا … بأكناف ربع بالمشفع ذاك

نبي الهدى فهو الأمان لخائف … وذخر لعبد في البرية شاك

فلولاه ما شدت إليك رواحلى … تروم الصفا في عيشها بصفاك

تسير عشاء في الفلا وصبيحة … عسى أن تراك أو تمس ثراك

أيا سيد الكونين قلبي مروع … بذنبي وطرفي بالخطيئة باك

عبيدك محب الدين يا سيد الورى … رهين دنوب فامنحن بفكاك

عليك سلام اللّه ما أظلم الدجى … ولاح السنا من فرقد وسماك

وكذلك:

يا سليمى في الورى ما انسكك … عن وصالى خبري من أمسكك

فتّكت عيناك فتكا في الحشا … وبأرباب الهوى ما افتكك

فارق الصب كراه والهنا … حين أمسى عالقا في شركك

أنت شمس الحسن يا ذات اللما … وفؤاد الصب أضحى فلكك

أنت يا سلمى لنا مالكة … ليت شعري في الهوى من أملكك

وكذلك:

هيفاء مكحولة بالسحر والدعج … للّه كم فتنت بالجفن من مهج

بي غادة لدىّ ضيق الغرام بها … فالضيق في حبها أحلى من الفرج

بمبسم شهد الدر الثمين له … بالفضل أو لم يهنه غائص اللجج

رمت فؤادي بسهم اللحظ فاحتزنت … وسهمها في سرى الأحشاء لم يلج

أرقت على عطفها لما انثنت شعرا … تها وقد غطت البلور بالسبج

كادت تحاكى هلال الشك رؤيتها … لولا النحول وما فيه من العوج

وقد عدت مثل بدر التمّ طلعتها … لكنها فوق آلاف من الدرج

تغنى عن الشمس يوم الغيم بهجتها … وفي دجى الليل تغنينا عن السرج

قالت لمن لامها في قتل عاشقها: … دع الملام فما في ذاك من حرج

وكم لها حجة من الصد قاطعة … لصبها هي أدرى الناس بالحجج


(١) يقصد به شجر الأراك المعروف.

<<  <  ج: ص:  >  >>