للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك:

صلونى كم لوصلى من فوات … فإن البين قد أدنى وفاتي

إلى كم ذا التباعد والتجافي … تقضّت في محبتكم حياتي

منها:

سلبت هواكم إن كان قلبي … هنا يوما إلى غى الغواة

وكيف أميل عنه إلى سواه … ولى قد لاح من كل الجهات

فأنتم مقلتى وبكل أرض … مواجهتي إليكم والتفات

ويأبى القلب إلا حبّ بدر … لطيبه ساكن حسن الصفات

من المختار خير الخلق حقا … محمد ذو الصفات الباهرات

ومشى فيها وهي إنانة إلى أن قال:

وهل تحصى مناقبه بعدّ … وقد زادت على رمل الفلاة

روى الراوون منها ما استطاعوا … بنقل صحّ عن سند الثقات

وحاز بها الزرعي فخرا وذكرا … في الحياة والممات

مدحتك رسول اللّه أرجو به … في الحشر محو السيئات

ومالي شافع إلاك فاشفع … لعبدك يوم تسعير السمات

فانظر كيف لما ذكر اسمه كسر البيت والذي بعده، ولو قال البيت: وحاز بها محب الدين فخرا، لاستدلت. على أنى أظن ظنا غالبا أن الذي له هذه القصائد لقبه محب الدين، ولو قال بعد «مدحتك»: يا، استقام الوزن.

[وكذلك] (١):

أسهرتم ببعادكم طرفي القذى … ومنعتم طيب الوصال فما الذي

يا من هم أبدا حياتي في الورى … وبذكرهم في كل يوم اغتذى

أصبحت موثوقا ببحر هواكم … وأسيركم من أسركم لم ينقذ

وسكرت من ولهى عليكم سكرة … في الحب فاقت سكرة المنتبذ

أنتم ملاذى من الأنام وملجأى … وبكم من اللّه الرحيم تلوّذى

خنتم عهودى في الهوى ومودتي … ونبذتم في الحب ما لم ينبذ

والعيش أضحى مذ طرقتم صحبتي … متنغصا من بعد طيب تلذذ

هجر الكرى طرفي فظلت مسهّدا … في حب ظبي بالإله معوذ


(١) إضافة يقتضيها السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>