وكذلك:
صلونى كم لوصلى من فوات … فإن البين قد أدنى وفاتي
إلى كم ذا التباعد والتجافي … تقضّت في محبتكم حياتي
منها:
سلبت هواكم إن كان قلبي … هنا يوما إلى غى الغواة
وكيف أميل عنه إلى سواه … ولى قد لاح من كل الجهات
فأنتم مقلتى وبكل أرض … مواجهتي إليكم والتفات
ويأبى القلب إلا حبّ بدر … لطيبه ساكن حسن الصفات
من المختار خير الخلق حقا … محمد ذو الصفات الباهرات
ومشى فيها وهي إنانة إلى أن قال:
وهل تحصى مناقبه بعدّ … وقد زادت على رمل الفلاة
روى الراوون منها ما استطاعوا … بنقل صحّ عن سند الثقات
وحاز بها الزرعي فخرا وذكرا … في الحياة والممات
مدحتك رسول اللّه أرجو به … في الحشر محو السيئات
ومالي شافع إلاك فاشفع … لعبدك يوم تسعير السمات
فانظر كيف لما ذكر اسمه كسر البيت والذي بعده، ولو قال البيت: وحاز بها محب الدين فخرا، لاستدلت. على أنى أظن ظنا غالبا أن الذي له هذه القصائد لقبه محب الدين، ولو قال بعد «مدحتك»: يا، استقام الوزن.
[وكذلك] (١):
أسهرتم ببعادكم طرفي القذى … ومنعتم طيب الوصال فما الذي
يا من هم أبدا حياتي في الورى … وبذكرهم في كل يوم اغتذى
أصبحت موثوقا ببحر هواكم … وأسيركم من أسركم لم ينقذ
وسكرت من ولهى عليكم سكرة … في الحب فاقت سكرة المنتبذ
أنتم ملاذى من الأنام وملجأى … وبكم من اللّه الرحيم تلوّذى
خنتم عهودى في الهوى ومودتي … ونبذتم في الحب ما لم ينبذ
والعيش أضحى مذ طرقتم صحبتي … متنغصا من بعد طيب تلذذ
هجر الكرى طرفي فظلت مسهّدا … في حب ظبي بالإله معوذ
(١) إضافة يقتضيها السياق.