للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه زاد الله من فيضه (١) العميم فى النيل أربع أصابع، وكانت زيادته فى العام الماضى كذلك.

وأما غير ذلك من البلاد الشامية والقدس وما حولها فقد فشا الطاعون فيهم وكثر، ويصير الميت ثلاثة أيام لا يجد من يحمله إلا على سلم أو باب (٢) وأمثال ذلك، وتزايد الغلاء جدا عندهم فبلغ المكوك القمح ألف درهم شامية وأربعمائة درهم مصارفة عن ثمانية وعشرين دينارا.

وأما العسكر المصرى فهو بالبلاد الشامية فى أضيق الحال بسبب غلوّ الأقوات والعليق، فجهّز السلطان نصره الله إليه مكس السيفى تمرباى أحد الخاصكية بمبلغ للأمراء والعسكر، والله المستعان.

وتقدم قبل هذا فى طلوع السلطان القلعة ودخوله المدينة من غيبته التى سرح فيها بالوجه الغربى والشرقى، وبرقوق حامل القبة والطير على رأسه، فخلع عليه وأنعم له بألف دينار.

وفيه دخل الوالى القاهرة وكان له أيام غائبا (٣)، وصحبته عدة من مماليك السلطان للقبض على المفسدين من العربان، وبين يديه أربعة رجال ماشون فى الحديد، ومع أعوان الوالى عدة رماح وعدة خيول ليس لها أصحاب.

وفيه رسم بعمل ضيافة لقاصد حسن بك، ورسم له بألف دينار خارجا عما (٤) تحصّل له ولمرسله من الهدايا والخلع والتحف وغير ذلك وخارجا عما أنعم عليه به عظيم الدنيا الدوادار الكبير، حفظه الله على المسلمين.


(١) راجع أمين سامى: تقويم النيل.
(٢) ربما كان يقصد بذلك أن غاية ما يمكن عمله إزاء موتى الطاعون هو نقلهم إلى السلم أو إلى الباب.
(٣) فى الأصل «غائب».
(٤) فى الأصل «عن ما».

<<  <  ج: ص:  >  >>