للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم السبت خامسه أرسل المقر الأشرف العالى السيفى برقوق - أحد المقدمين الألوف الذى استقر فى الشرقية - للسلطان من خيول العرب المفسدين مائة وثلاثين (١) فرسا بعد أن وسّط أصحابها، وأرسل عدة منهم (٢) فى الحديد، وجهز أربعة رءوس آدميّبن مقطوعين، فعرضوا (٣) على السلطان فضربهم بالمقارع وسجنهم فى سجن الجرائم، وأشهروا الرءوس بالقاهرة، وحصل بذلك أمان واطمئنان.

وفى يوم الأحد سادسه ركب السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - من قلعة الجبل وتوجّه فى نفر قليل من خواصه إلى خانقاه قوطقوس (٤) ورجع آخر النهار.

وفى يوم الاثنين سابعه وصل عظيم الدنيا ومشيرها ومدبرها ووزيرها وأستادارها وما مع ذلك من الدوادارية الكبرى وكشف الوجه القبلى وغيره يشبك من مهدى - أدام الله جوده ووجوده ولا خمل سعوده، وحفظه فى نفسه وماله وأهله وجنوده - وصعد بين يدى السلطان فخلع عليه خلعة سنية وقدم له فرسا خاصا بسرج ذهب وكنبوش زركش، وتوجّه إلى داره مكرما مبجلا معظما، وفى خدمته الأمراء والأعيان والمباشرون، وأهل المملكة بتمامها وكمالها الموجودون بالقاهرة، وذلك بعد (٥) أن كان [قد] توجه لخدمته وملاقاته الأعيان من الأمراء والرؤساء والمباشرين ووجم غالبهم لقدومه، فالله ينصره.

***


(١) فى الأصل «وثلاثون».
(٢) يقصد بذلك جماعة عرب الشرقية المفسدين بها.
(٣) يقصد بذلك جماعة العرب الذين جئ بهم أحياء مكبلين فى الحديد.
(٤) هكذا فى الأصل ولم نجد ما نسترشد به فى تعريف هذه الخانقاه.
(٥) فى الأصل «كانوا جهوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>