للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا اليوم أيضا خلع على الجناب (١) التقوى أبى بكر بن المقرّ المرحوم الزينى عبد الباسط واستقر فى نظر الجوالى عوضا عن أحمد (٢) بن يوسف ابن كاتب حكم أخو ناظر الجيش بحكم عزله، ونعم ما فعل السلطان نصره الله من عزله له.

*** وفى هذه الأيام وقفت على كتاب وصل من المقر الأشرف الأتابكى أزبك من ططخ للمقر الأشرف عظيم الدنيا يشبك من مهدى الدوادار الكبير - عز نصره - ملخصه «إنا نحن وصلنا إلى مدينة مرعش (٣) وحصل لنا النصر على العدو المخذول وتتبعنا آثاره وأخربنا قصره وأحرقنا القرى وقطعنا الأشجار ونهبنا الحواصل التى كانوا أخفوها فى المطامير، ووجدنا العدو المخذول قد بنى الدروب بالحجارة وسدّها، فنزلت بنفسى وحملت الأحجار على ظهرى، وأخذنا عدة قلاع واستقرينا فيهم بنواب، واستقرينا بابن ذلغادر عوضه، وذلك بعد أن توجهت إلى جبل يسمى الكركى (٤)، ثم رجعنا من شدة الجوع والعطش والغلاء، وذلك بعد أن سأل السلطان العسكر السلطانى فى الرجوع فرجعوا من درب (٥) سبس، وكنت قلت للعسكر أن لا يتوجه


(١) الجناب لفظ تقدير يستعمل فى العادة لقبا على كبار رجالات الدولة من أرباب السيوف والأقلام وذلك فيما يكتب به عن السلطان، أنظر القلقشندى: صبح الأعشى ٥/ ٤٩٥، أما الجوالى فهى ما تؤخذ من الجزية المفروضة على أهل الذمة، انظر نفس المرجع ٣/ ٤٥٨.
(٢) هو سبط الكمال محمد البارزى، انظر الضوء اللامع ٢/ ٦٩٣، أما أخوه المشار إليه فهو الكمال محمد الظاهرى، راجع عنه نفس المرجع ١٠/ ٣٠٦.
(٣) مرعش مدينة بالثغور بين الشام وبلاد الروم، انظر عنها مراصد الاطلاع ٣/ ١٢٥٩، لى سترانج: بلدان الخلافة الشرقية ص ١٦١ - ١٦٢، Dussaud:Topographie Histor.،pp .٤٤٥،٤٧٨.
(٤) لم نقف على جبل بهذا الاسم وإنما الوارد فى لى سترانج، شرحه ص ٢١٢ أن هناك سوقا تعرف بهذا الاسم ومعناها سوق الحرب.
(٥) من أكبر حصون الأرمن، انظر لى سترانج، ص ١٧٣، ومراصد الاطلاع ٢/ ٧٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>