من هذه الطريق الضيقة فما وافقونى على ذلك، فلما وصلوا إلى الدربند (١) خرج التركمان الذين مع شاه سوار لنا وحصل قتال معهم، وقتل منهم عدة لا يحصون، وآخر الأمر أنهم قطعوا أعصاب الجمال والبغال، ولم يسلم للمملوك بغل ولا حمل من الأحمال، فلما رجعنا ملّكنا ابن ذلغادر بلاد العدو المخذول وأبقينا عنده نائب حلب وعدة من الأمراء وطمنا العسكر وهو الآن مقيم بحلب، وبها فناء زايد وغلاء، وجراد أكل الزروع، والمرسوم مرسوم السلطان».
*** وفى يوم الثلاثاء ثامنه وصل من الوجه القبلى من عند ابن عمر هدية للسلطان وهى مائتا فرس، وقصدهم بهذه التقدمة أن يقوموا بخراج البلاد السلطانية وغيرها فى هذه السنة مثمنا.
وفيها أنفق المقرّ الأشرف العالى السيفى عظيم الدنيا الدوادار الكبير على المشاة القوّاسة النفقة لأجل السفر، وعدتهم مائتان وأربعون نفرا.
وفى يوم الأربعاء تاسعه رسم السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباى - عز نصره - بالإفراج عن الأمير شرف الدين ابن كاتب غريب - الأستادار كان -، من البرج بقلعة الجبل، ونزل إلى بيت القاضى شرف الدين التتانى، فتوجهّوا به لبيت عظيم الدنيا يشبك من مهدى أمير دوادار كبير على يد الشرف المذكور، وذلك بعناية المقر الأشرف العالى الدوادار الكبير ومساعدته، فإنّ ابن غريب ارتمى عليه وأخبره أنه يكون نائبه فى الديوان
(١) الدربند هى اللفظ الأعجمى لما يطلق عليه العرب «باب الأبواب» وهو من أعظم موانئ بحر قزوين، انظر لى سترانج، شرحه، ٢١٢ وما نقله عن ابن حوقل والبلاذرى.