للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما عداهم، وأن يضاف المتأخر ويصرف على الأشراف بالسوية، فنصره الله.

*** وفيه نودى على الفلوس العتق (١) المنقاة من الرصاص والحديد بأربعة وعشرين درهما الرطل على عادتهم، وضربت فلوس جدد، كل أربعة بدرهم ونصف، والرطل بستة وثلاثين درهما، وهذا فيه ضياع أموال المسلمين ليحصل للشياطين أهل دار الضرب مقصودهم من جمع المال، فإنهم يأخذون من الناس الفلوس بأربعة وعشرين ويخرجونها بستة وثلاثين، فيخسّرون المسلمين الثلث فى أموالهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

وفيه توفى الأمير يحيى بن عبد الرزاق بن أبى الفرج (٢) بقلعة الجبل، وله من حين مباشرة عظيم الدنيا المقر الأشرف العالى السيفى يشبك من مهدى فى الأستادارية وهو بسجن البرج، وهدّد وخوّف وضرب ضربا فظبعا حتى طار لحم جسده عن بدنه، ونزلوا به من القلعة فى تابوت وعلى رأسه طاقية كشف، وتوجهوا به إلى منزله فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه، وحضر صلاته المباشرون وبعض الأعيان وصلّى عليه بالجامع الأزهر، ودفن بمدرسته (٣) المجاورة لمنزله بالقرب من قنطرة الموسكى.

وكان رأسا فى الرياسة وصار فى أيام الملك الظاهر جقمق صاحب الحل والعقد، وعمّر عدة مدارس وجوامع وربط، و [عيّن] خطباء، وأوقف عدة أوقاف عليها وعلى ذريته، وصار لمّا ينكب فى دولة من الدول يستبدلون غالب أوقافه ودوره، ثم لما (٤) يعيدونه يعيدونها، وله بهذه التكبة عشرون مرة.


(١) الفلوس العتق كما عرفها القلقشندى: صبح الأعشى ٣/ ٤٤٠ فلوس من نحاس مكسر من الأحمر والأصغر.
(٢) فى الأصل «الفرح» والتصحيح من الضوء اللامع ١٠/ ٩٨٣.
(٣) ذكر السخاوى: شرحه، أنه أنشأ مدرسة بالقرب من المدرسة الفخرية بين السورين.
(٤) فى الأصل «لما يعيدوه يعيدوها» وهو تعبير مصرى دارج.

<<  <  ج: ص:  >  >>