للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرفنى»، وحرجت أخلاق السلطان وعنّف الشريف نقيب الأشراف ووبخه، فكان جوابه: «يا مولانا السلطان، أنا أتوب إلى الله وأستغفر الله».

وانفصل المجلس على أن يعمل حساب الوقف بحضور نواب قضاة القضاة، من كل مذهب نائب، ويعملون ما يقتضيه الشرع، وأن يكون السيد الكردى ناظرا على البلاد والمال والمصرف، ونقيب الأشراف يصل إليه معلومه ولا يتكلم فى شئ، وهذا مع جوار السلطان لنقيب الأشراف عدة سنين واتحاده بصحبته؛ وأذكر قول الشاعر:

إذا كان هذا فعله فى محبّه … فياليت شعرى فى العدى كيف يصنع؟

ونصر الله مولانا السلطان فإنه قائم مع الحق.

*** يوم الخميس ثامن عشريه، خلع على الأمير يشبك (١) الجمالى الذى توجّه فى السنة الماضية أمير الركب الأول واستقر فى حسبة القاهرة عوضا عن قانصوه، وقيل إنها شاغرة واستقر أمير المحمل.

وخلع أيضا على آقبردى المجنون زوج بنت يشبك (٢) الأعرج واستقر أمير الأول.

وفيه خلع على نقيب الأشراف المقدم ذكره واستقر على عادته.

وخلع على السيد الشريف علاء الدين الكردى واستقر ناظر الأشراف.

وسأل السلطان عن متحصل الأشراف فقيل له ثمانية آلاف دينار، فقال:

«كم تصرفوا للأشراف؟» فقيل له: «النصف من ذلك»، وسأل عن المتأخر فذكر المباشرون أن عدتهم عشرون نفرا، فرسم باستقرار أربعة وإبطال


(١) الضوء اللامع ١٠/ ١٠٨٥.
(٢) الضوء اللامع ١٠/ ١٠٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>