للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الأربعاء العشرين منه ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى بركة الحبش وصعد نحو الجبل ورجع إلى القلعة قريب الظهر، ولا عنه خبر ولا أثر.

وأشيع أن السلطان - نصره الله - رسم أن يكون نظر جامع طولون تحت نظر المقر الأشرف العالى السيفى تانبك (١) قرا و [أن] يخرج (٢) من نظر الشافعى، فساعده المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر رئيس الدنيا وكاتب السر الشريف الأنصارى حفظه الله عليا المسملين - حتى عاد إليه، وسبب ذلك أن المستحقين كان يصرف لهم فى السنة ثمانية شهور وأكثر وأقل، فصاروا تصرف لهم فى أيامه فى السنة ثلاثة شهور، وفى الواقع فهو عقد ودين فى الأحكام، لكن الأوقاف فى أيامه أكلها (٣) المباشرون.

يوم الثلاثاء سادس عشريه عقد مجلس بالقلعة بحضور السلطان بقضاة القضاة بسبب السيد الشريف نقيب الأشراف وأخيه (٤) الذى كان إمام المقرّ الشهابى ابن العينى، فإن الأشراف شكوا منهما أنهما أخربا البلاد، وكان استعيض عن الشريف المذكور من نقابة الأشراف واستقرار الشريف نور الدين على الكردى صاحب السلطان نصره الله، فسعى الشريف المقدم ذكره عند السلطان بالأمير برقوق وغيره حتى عقد لهما هذا المجلس، وغضب السلطان - نصره الله - من نقيب الأشراف وحطّ عليه ونقم عليه سوء مباشرته فى بلاد الوقف وعدم التساوى بين المستحقّين فى النفقة، ونسب ذلك إلى صنيع أخيه، وأساء عليه بلفظ: «يا شيطان أنت نحس»، فصار يرعد ويقول: «السلطان


(١) أطنب السخاوى: شرحه ٣/ ١٧٧ فى مدحه والثناء عليه وعده من حسنات أبناه جنسه حيث قام ضد السيوطى.
(٢) أى نظر جامع ابن طولون.
(٣) فى الأصل «أكلوها».
(٤) فى الأصل «وأخوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>