للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصل فى هذا الشهر أمور، منها أن قاسم الوزير - نائب عظيم الدولة الدوادار الكبير - كبسه الوالى بالجزيرة ومعه امرأة وأطلقت، ومنها أن المقر الأشرفى العالى السيفى قانصوه أحمد الإينالى وصل له غم من الوجه القبلى فأراد (١) أخذها بغير مكس فعوّقها قاسم الوزير فأرسل إليه قانصوه يطلبها فامتنع، فهمّ قانصوه بالركوب إليه ليبهدله ويضربه، فبلغ قاسم ذلك فركب وحضر إليه ليصالحه على شئ، فضربه ضربا مؤلما ومع ذلك فلم يطلق له قاسم الغنم، وصار يقبل بأمر عظيم الدنيا المقر الأشرفى الدوادار الكبير، وآخر الأمر أقول كما قال الشاعر: «أوسعتهم سبّا وفازوا بالإبل»، وهذا بالغنم.

وفى هذه الأيام وصل المقر الأشرف العالى المولوى السيفى تمراز الشمسى أحد المقدمين الألوف الذى كان كاشف المحلة وكاشف التراب بها ليقيم فى هذه البلدة شهرا واحدا ويعود إلى محل ولايته.

واستقر فى كشف البحيرة والتخضير المقر الأشرفى الكريم السيفى يشبك جن أحد المقدمين الألوف، وخلع عليه بذلك ويسافر قريبا.

وطالع عظيم الدنيا المقر الأشرف العالى السيفى يشبك من مهدى الدوادار الكبير المسامع الشريفة - نصرها الله - فى طلب السيد الشريف سراج الدين قاضى المالكية إلى الوجه القبلى ليحاسبه على ما فى جهته من أموال الدولة، فأجيب أنه يرضيه فى المال والحال والمآل.

وفى ثامن عشره ركب السلطان - نصره الله - من قلعة الجبل وتوجه إلى القرافة بمفرده ومر على «صبحة المحيا» التى يصنعها (٢) ساداتنا بنو الوفا، ثم


(١) فى الأصل «فأراد أخذهم … فعوقهم قاسم … يطلبهم فامتنع».
(٢) فى الأصل «يصنعونها ساداتنا بنى الوفاء».

<<  <  ج: ص:  >  >>