للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباشر استيفاء الصحبة عدة سنين، وخرجت عنه الوظيفة فى هذه الدولة قريبا باسم الشيخ الإمام برهان الدين الكركى إمام مولانا السلطان الأشرف أبى النصر قايتباى - عز نصره -، ومات وسنه نحو الأربعين تخمينا.

وكان قصير القامة طلق اللسان كريم اليد، ورشح لكتابة السر مرارا فلم يتفق له، وحضر جنازته والصلاة عليه الأعيان من قضاة القضاة والمباشرين والرؤساء، ودفن بالقرافة بعد الصلاة عليه بالجامع الأزهر، وكان عريّا من العلم، سئ المعاملة لا سيما ما يستحره من السوقة برسم المأكل، وخلف ذكرين وبنتا، وانقطع بموته بيت البارزى، ولم يتخلف من البيت سوى بنت المقر الكمالى زوج المحتسب الأمير يشبك الجمالى مملوك زوجها الصاحب جمال الدين بن يوسف والبهائى نجم الدين بن حجّى، وخلّف دنيا عريضة ولكنها بالبلاد الشامية والحلبية من أوقاف عمه وأبيه، وعليه ديون نحو ستة آلاف دينار والله يرحمه. آمين.

*** وفيه توفى الأمير قانصوه (١) الساقى المصارع الأشرفى برسباى، وكان شكلا حسنا شجاعا، وتوجه السلطان للصلاة عليه وكذلك غالب الأمراء ومن حضر.

ووصل الخبر إلى الديار المصرية بوفاة الأمير الأجل قانبك (٢) المؤيدى الذى كان مقدما على ألف فى دولة الظاهر خشقدم واستقر أمير مجلس وأمير سلاح فى دولة الظاهر يلباى، وكان أميرا مباركا عديم الشر والخير، وهو كما قال مخدومنا الجمال يوسف عين المؤرخين «لا يصلح للسيف ولا للضيف».

***


(١) الظاهر أن كلمتى «الساقى المصارع» قد جاءتا سهوا من الكاتب، ذلك أن هناك اثنين باسم «قانصوه» أحدهما يعرف بالمصارع وقد مات قبل هذا التاريخ بفترة تقرب من عشرين سنة أى أنه مات سنة ٨٥٦ هـ، (انظر السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ٦٧٨) أما الآخر فاسمه قانصوه الأشرفى برسباى (شرحه ٦/ ٦٧٩) وكانت وفاته فى ربيع الآخر ٨٧٤ هـ.
(٢) السخاوى: شرحه ٦/ ٦٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>