للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى الأحد ثامنه قدم الأمير علان (١) الأشرفى - أحد الأمراء العشرات الذى كان أسر عند شاه سوار وخلص منه - فلم يلتفت إليه.

وفيه أنعم السلطان - نصره الله - على الأمير يشبك البجاسى - نائب حماة - باستقراره فى نيابة طرابلس عوضا عن الأمير قانصوه اليحياوى المنتقل لنيابة حلب عوضا عن تمراز بحكم انتقال تمراز إلى تقدمة ألف بدمشق.

ورسم للناصرى محمد بن المبارك أن يستقر فى حجوبية حجاب دمشق عوضا عن إبراهيم (٢) بن بيغوت الأعرج.

وفى يوم الأحد الخامس عشر منه حضر إلى بيت السلطان مملوك الأمير الكبير الأتابك أزبك من ططخ، وعلى يده كتاب مرسله يتضمن أن ابن رمضان أخذ قلعة سيس من أعوان شاه سوار.

وفى هذه الأيام وصل المقر الزينى عبد الرحيم (٣) بن البارزى من سفره من حلب وهو موعوك جدا، ونزل بمنزل القاضى كمال الدين.

وجهز (٤) للسلطان هدية على يد المقر الزينى أبى بكر (٥) بن المقر المرحومى عبد الباسط قيمتها بنحو خمسمائة دينار فردّها عليه وقال: «أنا ما أقبل منه أو أريد منه إلا فاكهة حلوى مشموم»، وكان بلغ عبد الرحيم المذكور أن السلطان قال: «عند من يهرب منى؟ هذا هو وقع فى القفص» فبلغه ذلك فازدادت علّته واستمر منقطعا إلى أن توفى فى يوم الإثنين المبارك تاسعه بعلة الصرع؛ وكان بشوشا متواضعا أصيلا عريقا زهرا فى مأكله وملبسه ومركبه،


(١) هو علان من ططخ الأشرف برسباى، راجع الضوء اللامع ٥/ ٥٢١.
(٢) مات فى تجريدة شاه سوار سنة ٨٧٣ هـ، انظر الضوء ج ١ ص ٣٣، ٣/ ١١٦.
(٣) السخاوى: شرحه، ٤/ ٤٤٣.
(٤) يعنى بذلك ابن البارزى.
(٥) السخاوى: شرحه، ١١/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>