للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الجمعة خامسه ركب السلطان - نصره الله - من قلعة الجبل على عادته وتوجه إلى القرافة فى نفر يسير من مماليكه.

يوم الأحد سابعه قدم الأمير قراجا السيفى جانبك - نائب جدة أحد أمراء العشرات الذى كان استقر فى نيابة جدة عوضا عن مخدومه - من حلب، وأخبر بوصول المقر الأشرف العالى السيفى جانبك قلقسيز الأتابكى، وقايت بن أخت المقرّ المرحوم السيفى قرقماس أمير مجلس وصحبتهما بعض أمراء، وحضرت أمه وبعض أمرائه إلى حلب، وصحبتهم مفاتيح القلاع التى أخذها من معاملات السلطان ويعتذر عما صدر منه، ويقول إنه مات من عنده أكثر ممن (١) بقى، وقيل إن شاه سوار مر عليهما يوما فتضرعا له وتخضعا فأطلقهما وسيرهما إلى حلب، وندب شاه سوار الأتابك جانبك أن يكون سفيرا بينه وبين السلطان فى الصلح والرضى عنه، وما علم أحد الصلح يكون على أى وجه.

وفيه توفى القاضى علم الدين أبو الحسن ابن الصاحب تاج الدين ابن الهيصم مستوفى الخاص وله مدة ضعيف يعالج، وكان عريا من الإسلام كثير الميل إلى دين النصرانية، مدمنا على السكر لا يكاد يوجد صاحيا لحظة، ولماولى البباوى (٢) الوزر طلبه وضربه ثلاث علقات فى مجلس واحد بسبب أنه لم يشهد صلاة الجمعة، ودفن فى يوم العاشر وحضر جنازته المباشرون وقاضى القضاة ولىّ الدين الأسيوطى الشافعى لأن المقر الكمالى ناظر الجيش قريبه من أمه، وصلى عليه بباب النصر ودفن بمقابر المسلمين، والله أعلم بما هو عليه.

وفى ليلة الأربعاء عاشره ركب السلطان الملك الأشرف - نصره الله - من


(١) فى الأصل «من» وجوازها ضعيف.
(٢) تولى الوزارة فى ربيع الأول ٨٦٨ هـ، وقد ذكر ابن إياس: شرحه ص ١٣٦ فى معرض توليته إياها أنه أول زفورى تولاها بمصر، وقد انحط قدرها منذئذ؛ وكان البباوى فى الأصل طباخا من معاملى اللحم وكان أميالا يقرأ ولا يكتب.

<<  <  ج: ص:  >  >>