للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلعة الجبل إلى (١) بركة الحجاج قبل أن يلبس الصوف، وعاد فى يومه.

وفى الجمعة ثانى عشره الموافق له من أيام شهور القبط حادى عشرى هتور لبس السلطان القماش والصوف الملون المعد لبسه للشتاء فى كل سنة عندد خوله لصلاة الجمعة، وتأخر عن العادة أكثر من عشرة أيام، هكذا قال الجمال يوسف ابن تغرى بردى فى تاريخه، وعندى إنما هو متأخر عن عادته بخمسة أيام، وقيل سابق بخمسة أيام، والأول أصح.

وفى هذه الأيام ارتفع سعر الغلال فأبيع الإردب القمح بألف درهم ومائتى درهم الإردب، والفول والشعير بدون السبعمائة، والحمل التين بثلثمائة، والرطل الخبز بسبعة دراهم، لكن الأشياء موجودة، فلله الحمد على ذلك.

وتقدم قبل هذا بأيام أن السلطان - نصره الله - خلع على شرف الدين موسى ناظر حبس (٢) طرابلس.

وفيه خلع أيضا على تاج الدين بن القاضى أبى الحسن بن الهيصم واستقر فى استيفاء الخاص عوضا عن والده بحكم وفاته، ووزن على ذلك من الذهب ألف دينار، وقد استقر فى هذه الوظيفة إسما لا غير، ذلك لأنه ما يحصل له منها غير المعلوم، وأما المباشرة فمتعلقة بولى الذلة النصرانى الكاتب المشهور.

يوم الأربعاء سابع عشره ركب السّلطان من قلعة الجبل واتجه إلى ناحية الخانكاه، وأمطرت السماء مطرا غزيرا واستمرت الترحمة منهمكة عليه وعلى أهل مصر وما حولها مدة ليلتين ويومين آخرهم يوم الخميس مع ليلته المصبحة عن التاسع عشر من شهر تاريخه حتى دلقت البيوت ووهى بنيانها من كثرة الهواء والمطر، وحكى غالب النّاس أن لهم سنين عديدة ما رءوا مثلها، وأخبر


(١) كلمة غير مقروءة فى الأصل.
(٢) غير منقوطة فى الأصل مما يحتمل معه قراءتها على الوجهين «حبس» و «جيش».

<<  <  ج: ص:  >  >>