الفلاحون وأهل البلاد أن [قد] حصل لهم بهذا خير كثير فى مزارعهم وزرعوا الأراضى العلوّ التى ما وصل إليها البحر، وحصل لهم بها فرح وسرور، ومع هذا فالأمطار قد ملأت الأسواق والدروب، والناس يخوضون فى ذلك إلى قريب أوساطهم: والخبز لا يوجد والناس يزدحمون عليه فى الأفران وهو أسود كمكم، والرطل بسبعة ونصف فلوس. وأما الفقراء والمساكين ففى أمر عظيم، والأمر إلى الله العلى العليم، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا معقّب لحكمه وهو على كل شئ قدير.
ووصل الخبر عن المقرّ العالى السيفى يشبك جن أحد المقدمين الألوف الذين توجّهوا للبحيرة بأن العربان وثبوا عليه، وأنه رجع منهم إلى دمنهور بعد أن قبل من مماليكه عدة، فلما بلغ المسامع الشريفة ذلك عيّن له عدة من المماليك السلطانية لينصروه، ويكونون فى خدمته على العادة.
وفيه ورد الخبر عن عظيم الدّنيا المقرّ الأشرف الكريم العالى المولوى النصيرى البصيرى يشبك من مهدى الدوادار الكبير - حفظه الله على المسلمين - أن العربان وثبوا فاقتتل معهم، وقتل من الفريقين ما الله أعلم بذلك، إنه المولى والمالك.
وتقدم فى يوم الأربعاء سابع عشره أن شخصا من نواب الحنفية يسمى محمدا ويلقب بمحيى الدين وينتسب للحلبيين وليس منهم، وإنما هو من كفر كنا (١) والناصرية من عمل صفد، وكان قد سعى عند المحب بن الشحنة لعدّة من الناس ولازم السعى حتى قرّر قاضيا، فصار يصول ويطول ويعزّر، وعمل له سوقا فصار نافقا، ولقبه أهل مصر «بكبش العجم» حتى قال بعضهم:
(١) ورد التعريف بها فى مراصد الاطلاع ٣/ ١١٧١ بأنها بلد بفلسطين وبه مقام يونس ﵇.