للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن القطان (١) من الشافعية، ومن الحنفية شمس الدين الأمشاطى (٢) وبدر الدين ابن الغرس (٣) من الحنفية، والمذكورون لهم مدة لم يحكموا عن أحد.

وقال رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله: «القضاة المعتبرون الذين تقدم ذكرهم ما يرضوا (٤) أن يكون أحدهم رفيقا لهؤلاء القضاة»؛ وهذه القضية - أى منع القضاة - وقعت كثيرا ولم ينتج منها شئ، كلما نقصوهم عادوا وزادوا، فالله يقطع رزق من يتسبب فى قطع أرزاق المسلمين، بمحمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.

وكانت حادثة هذا النائب فيها مشقة زائدة على رفقته بل وسائر نواب المذاهب، ولولا أن الخواجا ابن الزّمن (٥) صاحب السلطان - نصره الله - أرسل حريمه إلى خوند وأعلمنها (٦) أن المرأة التى اشتكت زوجها كانت مقيمة فى بيتهن مدة غيبتها، وأن القاضى برئ مما نسب إليه: ما كان حصل له خير.

واستمر القاضى وابن عرب فى الترسيم فى بيت المحتسب ثمانية أيام حتى أطلقا معزولين، وسكت الأمر عن بقية النواب حتى استمر كل أحد على حاله ومنهاجه، فما شاء الله، ولا قوة إلا بالله.

***


(١) هو محمد بن محمد بن عيسى السمنودى الأصل، انظر ترجمته المفصلة فى السخاوى:
الضوء اللامع ٩/ ٦٠٠.
(٢) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ٦/ ١٠٠٤.
(٣) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ٩/ ٥٤٠.
(٤) هكذا فى الأصل، وقد أبقينا النص على صورته باعتباره منطوق ابن مزهر.
(٥) هكذ ضبطه معاصره السخاوى فى الضوء ١١/ ٢٤٩، وكان أول اختصاص ابن الزمن بقايتباى وهو أمير، فلما تسلطن عينه لمشارفة العمائر المكية، انظر نفس المرجع ٨/ ٧٠٣.
(٦) فى الأصل «وأعلموها .... فى بيتهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>