للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرب كثيرون، ثم توجّه القاضى إلى بيت مستنيبه المحيى بن الشحنة وكان مطواعا له، فإنى رأيته مرة أخذ خصما من بيته بحضورى وتوجّه به إلى منزله ليقضى فيه، فحكى له حكاية جميلة أنه طلب شخصا واحتمى عليه وأنه بلغ خبره إلى مقدّم المماليك، «وأنه يريد إشارتكم للتقدم بنصرة الشرع» وأن يطلب المحمى، فأمر برسول يتوجّه صحبته له، فلما وصل الرسول إليه أخذه وتوجه به إلى السلطان وأخبره الخبر، وأن قاصد القضاة الحنفى أرسله بسبب ذلك.

وأوقف السلطان على الورقة التى بخط ابن عرب وحط عليه، فغضب السلطان ورسم بطلب أزدمر وابن عرب والصاجاتى فنزلوا فى طلبهم، فهرب الصاجاتى ومسكوا أخا ابن عرب وأزدمر فصعدوا بهما للسلطان، ووافق نزول المطر الغزير فى ذلك الوقت، فعرضا على السلطان فأنكر عليهما وقال لابن عرب: «هذا خطك؟»؛ قال: «لا وإنما هذا خط أخى ويحضر بين يدى السلطان».

فرسم السلطان للمحتسب أن يكونوا عنده وينظر فى أمرهم ويحرر أمرهم ويطالع السلطان به.

فقام أزدمر - وهو من كبار الإينالية - وتعصّب معه الأمير الدوادار الثانى ويشبك المحتسب، وبهدلوا المقدم وعرّفوا السلطان أن المرأة التى طلبت زوجها لها ثلاثة أيام مقيمة عند القاضى، فبمجرد وصول ذلك للمسامع الشريفة غضب وهو معذور. ثم إن بعض أركان الدولة شرعوا يقولون: «حدث قضاة جدد وهذا منهم»، وقام بعض الأتراك يشكون فى بعض نواب الشافعى السوهاجى وغيره، فرسم أن يكون فى كل مذهب عشرة، وإذا قطعوا ما عداهم فيحصل لهم ضرر كبير بواسطة فقدهم، وعيّنوا من العشرة محيى الدين الطوخى والبدر

<<  <  ج: ص:  >  >>