على لغة الضاد من أن تتلاشى ومن أن تفسح المجال للتركية لغة المحتل.
لكن رغم هذه الأخطاء فإن كلا من إنباء الهصر لابن الصيرفى وبدائع الزهور لابن إياس يعد مصدرا هاما من مصادر التاريخ المصرى فى تلك الحقبة الأخيرة قبيل الغزو العثمانى لمصر، ولكنهما من حيث المادة التاريخية مكمّلان لأبى المحاسن.
***
أما المخطوطة التى ننشرها اليوم وهى:«إنباء الهصر بأبناء العصر»، فموجودة أصلا فى المكتبة الأهلية بباريس ومنها صور فوتو غرافية بالمكتبة التيمورية بالقاهرة تحت رقم ٢٢٨٥ تاريخ كما توجد منها صورة على فيلم بمكتبة معهد المخطوطات العربية بالجامعة العربية بالقاهرة تحت رقم ٦٦، أما المخطوطة فتقع فى ٢٠٨ ورقة، وخطها نسخ واضح لكن يكثر فيه الخطأ والتصحيف، ولقد زاد من صعوبة تصحيح مثل هذه الأخطاء عدم وجود نسخة أخرى منها للمقارنة والاستنباط. يضاف إلى هذا أن هذه النسخة غير كاملة فقد ضاعت منها الأحداث الأخيرة من سنة ٨٧٧ هـ حتى أوائل أحداث ٨٨٥ التى لم يصلنا من وفياتها سوى ترجمة إبراهيم البقاعى، بل إن هذه الترجمة فى ذاتها لم تسلم من ضياع بقيتها مع بقية وفيات تلك السنة وأوائل العام التالى له الذى لم يصلنا منه سوى جزء من شهر صفر.
***
وقد يبدو فى العنوان شئ من الغرابة، ولم نستطع الوصول إلى علة تسميته هذا التاريخ بهذا الاسم إلاّ أن يكون «الهصر» تحريفا أو اشتقاقا من جانب المؤلف لكلمة «الهصر بمعنى الأسد» ويقصد به السلطان قايتباى الذى تفيض صفحات الكتاب بالتغنّى به والإشادة بحكمته وسياسته ودينه، ويبدو لنا أن