انتقل والده من الأتابكية إلى نيابة دمشق فصحبه معه وأقام بدمشق إلى أن توفى والده فى سنة خمس عشرة وثمانى مائة، فأخذه صهره زوج أخته قاضى القضاة ناصر الدين محمد بن العديم الحنفى وعاد به من الشام إلى القاهرة وتولى تربيته فأقرأه القرآن الكريم، ثم توفى ابن العديم زوج أخته وتزوجت بعده بقاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن شيخ الإسلام سراج الدين البلقينى الشافعى فصار تحت كنفه وختم عنده القرآن وجوّد عليه غالبه وأخذ عنه أشياء، وحضر سماع البخارى غير مرة عليه، واستمر على ذلك إلى أن توفى الجلال المذكور فى سنة أربع وعشرين وثمانى مائة فصار (١) تحت كنف جماعة من أكابر مماليك والده، وذكر أنهم علموه أنواع الفروسية فتعلم منها طرفا جيدا على ما قال، ثم حفظ بعد ذلك من العلم الشريف كتاب «مختصر القدورى» فى الفقه، و «ألفية ابن مالك» فى النحو و «إيساغوجى فى المنطق» بذكره، وذكر أيضا أنه قرأ قطعة جيدة من «المختار» على الشيخ محمد، وهذا الشيخ محمد لا أعرفه، وذكر أيضا أنه قرأ «القدورى» على العلامة قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى الحنفى كاملا، وحضر دروس العلامة علاء الدين الرومى الحنفى فى «تقسيم الهداية» كاملا بذكره. وذكر أنه قرأ «شرح ألهية ابن مالك» لابن عقيل على العلامة تقى الدين الشمنى الحنفى، وقرأ «علم المعانى والبيان» على شيخنا شيخ الإسلام محيى الدين الكافيجى، وقرأ عليه «شرح العقائد» لسعد الدين، وذكر أنه قرأ أيضا «مقامات الحريرى» على العلامة قوام الدين حس القمى الحنفى، وذكر أنه قرأ عليه قطعة جيدة من «علم الهيئة والرياضيات» وغير ذلك، وقرأ علم العروض أيضا بذكره على الشيخ شمس الدين النواجى، وذكر أيضا أنه أخذ علم النغمات وللموسيقى وأدوار صفى