للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغير ذلك من الصنائع، ورتب له فى البخارى صرة بألفى درهم فى كل سنة، وكان لا ينقطع عن الترداد لبيوت الأكابر ويحسنون إليه وهو يركب حمارا قصيرا جدا مثل حمار القرّاد و [معه] عبد صغير جدا، وملبسه زرىّ إلى الغاية وعيشه كذلك، ولم يخلف ولدا، وذكر أنّ له أولاد أخ بحلب وزوجة صحبته.

وخلّف من الذهب العقد تسعمائة دينار ذهبا وفضة، وقيل أخذ الوزير سبعمائة دينار خالصة غير ما أخذه مباشروه أرباب المواريث، وخرّجوا وظائفه لعدّة من الطلبة المجتهدين فى السعى المترددين لبيوت الأكابر كأمير الدوادار الكبير دامت سعادته والمقر الزبنى ابن مزهر كاتب السر حفظه الله، والله يعفو عنه.

وفى هذا اليوم الذى هو الخامس عشر شهر تاريخه توجّه المقر الأشرف الكريم الأتابكى أزبك إلى سفر البحيرة وفى خدمته عدة كثيرة من الأمراء والمماليك السلطانية بسبب عربان لبيد، فإنهم نزلوا على أخذ غلال الناس وحصروا الأمير يشبك جن (١) أحد المقدمين الألوف الذى توجّه قبل هذا بأشهر وصار بدمنهور، وركب هو وأهل دمنهور الأسوار يرمون على العربان بالسّهام والحجارة وأرسلوا يطلبون النجدة. وتوجه أيضا فى صحبة الأمير الأتابك من الأمراء المقدمين أزدمر الطويل وقراجا الطويل وتنبك الدوادار الثانى؛ وأما عدد المماليك السلطانية فخمسمائة نفر، فافترقوا فرقتين حتى يقبضوا على العريان، فالله ينصرهم آمين.

يوم الأحد سادس عشره أو قبله بيوم وصل المبشّرون بكتب الحجاج من عيون (٢) القصب، وأخبروا بأن الحاج قاسى شدائد فى الدورة، وأن قاضى الركب الذى توجّه مات، واستقر عوضه القاضى بدر الدين بن الشيخ شمس الدين القرافى (٣) عوضا عنه.


(١) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٧٩.
(٢) محلة واقعة على البحر الأحمر ومنها يفد المبشرون بمقدم الحجاج.
(٣) نسبة إلى القرافة، انظر السيوطى: نظم العقيان، ص ١٣٦، الضوء اللامع ٩/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>