للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ولد صغير سنه نحو سبع سنين، فأقرأه القرآن وعلّمه إعراب بعض آيات من كتاب الله، وصار يسأله عنها بحضور السلطان ومن عداه فيجيبه حفظا سردا لما تقرر فى ذهنه وقريحته فيحسن له السلطان بالذهب والكتب مثل البخارى، واشترى له ملكا بنحو خمسمائة دينار، ويتردد لمن عدا السلطان من المباشرين والأمراء وأعيان الدولة، ويعلّم أولادهم الكتابة والقراءة والعربية والفرائض والنحو والإعراب.

ومن جملة من علمه السرى سيدى عبد البر بن (١) الشحنة وأولاد أخيه القاضى أثير الدين واشتهر بذلك وصار له سمعة بين الناس فطلبوه لتأديب أولادهم، ومن جملة من طلبه لذلك المقر المحيى ابن الأشقر والمقر الأشرف الزينى ابن مزهر الأنصارى حفظه الله، والمقر الكمالى ناظر الجيوش المنصورة والشيخ سرى الدين عبد البر بن الشحنة كما قدمنا هو وأقاربه لنفسهم، وصار يسعى عند الأكابر فقرروا له على الجوالى ورتبوا له على الأوقاف الشافعية والحنفية، وكان باسمه تصوّف بمدرسة جمال الدين، وآخر بمدرسة بيبرس الجاشنكير، وأخذ التكلم على زاوية الشيخ نصر الله بخان الخليلى وغير ذلك، لكنه كان يرمى بأنه شيعى وأنه والعياذ بالله ما يحب السيدة عائشة، وأنه يوم العاشر يأخذ معزاة وينتف شعرها بيديه ولكنّا ما ظهرنا على ذلك منه، وكان يحضر دروس العلماء خصوصا شيخنا العلامة تقى الدين الشمنىّ (٢) الحنفى وكنت أحضر معه، وكان الفارئ على الشيخ نور الدين السّهيلى البصيرفى «العضد» الذى هو الآن عالم المالكية، وكان صاحب الترجمة يتكلم كلاما غالبه مقبول.

وكان يعرف النجارة معرفة تامة وكذا الحدادة، ويصنع الأسفيداج


(١) الضوء اللامع ٤/ ١٠٢.
(٢) الضبط من الضوء ٤/ ٤٩٢، وذلك نسبة لمزرعة ببعض بلاد المغرب، ولم ترد فى مراصد الاطلاع ٤٢/ ٨١٢ - ٨١٣، انظر أيضا شذرات الذهب ٧/ ٣١٣ - ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>