يوم الخميس ثالث عشره رسم السلطان بتوسيط مملوك من المماليك السلطانية الظاهرية خشقدم يسمى يونس فوسّط بالرميلة بعد أن اجتمع عليه من الظاهرية خشقدم عدد ولكن لا ينطقون ببنت شفة، وما التفت إليهم الوالى، وبادر المشاعلى فرماه قطعتين، وسجن رفيقه المسمى «شرمنت» بالبرج؛ وسبب ذلك أن المذكورين سكرا، والذى رسم السلطان - نصر الله - بتوسيطه رمى شخصا من المماليك الظاهرية خشقدم بفردة نشاب فجاءت فى بزه فمات من وقته، وأما المسجون فإنه لم يضرب شيئا، وإنما كان حاضرا لذلك، والله الدائم المالك.
وفيه نودى فى البلد على لسان المقام الشريف - نصره الله - صحبة والى القاهرة: أن أحدا من المماليك السلطانية لا يحمل سلاحا ولا يضرب أحدا من العوام ومن فعل ذلك وسّط بلا معاودة؛ وتكرر أيضا النّداء المماليك السلطانية بالعرض فى غد تاريخه، ولما عرضوا وأنفق فيهم صار السلطان نصره الله وأدام ملكه يقول لهم:«من له غرض فليتقدم» فتقدم جمّ كثير من الخاصكية والأمراء العشرات باختيارهم، فوعدهم بالإمرة والانتقال من الجندية إلى الخاسكية ومن الخاسكية للإمرة، والسلطان مهتم بأمر خروج العسكر، فإنّ سببه ما بلغ المسامع الشريفة أن شاه سوار - خذله الله - وقع بينه وبين ابن رمضان التركمانى مواقعة واقتتلا وانهزم ابن رمضان فتبعه شاه سوار إلى قلعة أياس، والله أعلم بصحبة ذلك، فإنه الولى والمالك.
وفيه أشيع موت برهان الدين إبراهيم بن … (١) الحلبى النحوى الفرضى الشافعى - الذى حصل له الفتوح من الظاهر جقمق - فجأة فى ليلة هذا اليوم الذى هو الخميس، وكان فاضلا فى العربية والفرائض والفقه بالفقيرى، وكان
(١) فى الأصل «كذا» ولم أستطع التعرف عليه فى تراجم هذا العصر.