للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه شفع المقر الأشرف الكريم الأتابكى أزبك - عز نصره - فى ابراهيم بن فريعين الصيرفى الذى قطعت يده فأطلق من بيت الوالى وتوجّه إلى منزله، وسعى فى وظيفته جماعة فما قبلهم السلطان.

وفى أول هذا الشهر ضرب الأمير إينال الأشقر رأس نوبة النوب غلاما من غلمان أحد الأتراك بسبب أنه سرق طائر أوز وعليقة شعير، فضربه ضربا مبرحا ومثّل به فجعل فى أنفه سهما مثقوبا وأشهره بالمدينة، فلا قوّة إلا بالله.

يوم الاثنين عاشره نودى فى البلد على لسان المقام الشريف بين يدى الوالى وأتباعه للعسكر المنصور المعروض المكتوب قبل تاريخه [أن] يحضروا غدا تاريخه ليتوجهوا إلى جهة «سوار» بسبب ما بلغهم عنه، وعيّن إينال الأشقر رأس نوبة النوب رأس الباشق، وعيّن معه من الأمراء العشرات والطلبخانات قوم كثيرون ونحو ألف من المماليك السلطانية.

ووصل الخبر أن عرب لبيد نزلوا على البحيرة ونهبوا ما حولها.

وأرسل الأمير يشبك الإسحاقى المقيم بها يخبر أن المماليك المتوجهين صحبته رجع غالبهم من عنده ويطلب نجدة، فقيل إن عظيم الدنيا الأمير يشبك من مهدى - مهّد الله له السعادة - يتوجّه له فى عدد وعدد من المماليك السلطانية، فالله أعلم.

يوم الثلاثاء حادى عشره عرض السلطان العسكر فأنفق فيهم مائة دينار لكل مملوك، وصار يقول: «من له غرض فى السفر يتقدم بلا أمرى»، فبرز ثلاثة نفر من الخاصكية فكتبوا أنفسهم، فرسم لهم إذا شغرت إمرة فى غيبتهم تكون لهم.

وجهز فى أمسه للأمير إينال الأشقر إثنى عشر ألف دينار، والملك لله الواحد القهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>